«انخفاض حاد» أسعار الذهب تتراجع عالميًا مع ارتفاع الدولار فما المتوقع

شهدت أسعار الذهب انخفاضاً ملحوظاً اليوم، وذلك بالتزامن مع تعافي الدولار بشكل جزئي من خسائره السابقة، إضافة إلى بروز حالة من الترقب في الأسواق العالمية بشأن الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة واستصدار بيانات اقتصادية مرتقبة تؤثر على حذر المستثمرين تجاه مستقبل أسعار الذهب، هذا التراجع يعكس وضعية عدم التيقن التي تحكم سوق المعادن الثمينة حالياً.

تراجع أسعار الذهب: الأسباب والملامح

انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5% ليستقر عند 3,325.99 دولار للأونصة، وجاء ذلك بعد انتهاء عطلة الأسواق في كل من الولايات المتحدة ولندن يوم الاثنين، وبحسب تحليل السوق، يشير المراقبون إلى أن استقرار أسعار الذهب يعكس مرحلة انتظار المستثمرين للمحفزات القادمة، تتسم هذه المرحلة بإقبال محدود على أصول الملاذ الآمن مثل الذهب نتيجة للأخبار الإيجابية التي قللت المخاطر لفترة قصيرة، مثل تأجيل التعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

مخاوف مستقبلية تؤثر على أسعار الذهب

على الرغم من انخفاض الطلب على أصول الملاذ الآمن بشكل مؤقت، إلا أن المخاوف المتعلقة بالسياسات المالية الأمريكية والتوترات الجيوسياسية العالمية تؤدي دوراً رئيسياً في دعم أسعار الذهب، اتساع العجز في الميزانية الأمريكية يعزز من احتمالية ضعف الدولار الأمريكي، حيث سجل المؤشر الذي يقيس أداء الدولار مقابل سلة العملات تعافياً محدوداً بعد أن وصل إلى أدنى مستوياته الشهرية، هذا الضعف يجعل الذهب، المسعر بالدولار، أقل جاذبية لحاملي العملات العالمية الأخرى.

أسعار الذهب في السوق المصري

شهدت أسعار الذهب في السوق المصري انخفاضاً ملحوظاً خلال التعاملات الصباحية، إذ تراجع سعر الذهب المحلي بنحو 50 جنيهاً، وجاء هذا التراجع متأثراً بالتراجع العالمي لسعر الذهب واستقرار الحالة العامة لسعر الدولار، حيث وصلت أسعار الذهب عيار 14، 18، 21 و24 إلى مستويات جديدة مدفوعة بهذه التوجهات العالمية والمحلية.

سعر الجنيه الذهب والسبيكة في مصر

أما بالنسبة إلى سعر الجنيه الذهب فقد سجل نحو 37320 جنيهاً، في حين بلغت تكلفة سبيكة الذهب 10 جرامات نحو 53320 جنيهاً، بينما وصلت سبيكة الذهب 50 جراماً إلى 266600 جنيه، تُظهر هذه الأرقام حركة تعتمد على متغيرات السوق العالمي والمحلي، حيث تؤدي التوترات الدولية وضعف الدولار الأمريكي إلى تذبذب مستمر في الأسعار المحلية، ولكن يتمثل التأثير الأكبر في انعكاسات السياسة النقدية الأمريكية.

ما الذي يدفع الأسعار إلى التذبذب؟

يشير المحللون إلى أن الأسواق العالمية ما زالت تعاني حالة من الغموض، حيث تؤثر كل من السياسة المالية للولايات المتحدة والاضطرابات الجيوسياسية والنزاعات التجارية على توجهات المستثمرين، تفاؤل قصير الأمد ظهر بعد تأجيل الرسوم الجمركية الأمريكية على الاتحاد الأوروبي، إلا أن مخاطر عودة التوترات التجارية تبقى حاضرة بشكل كبير، بينما تواصل التوترات السياسية العالمية، مثل الحرب الروسية الأوكرانية والأزمات الشرق أوسطية، دعم الطلب المرتبط بالذهب كملاذ آمن.
يقترن كل ذلك بالتوقعات المستقبلية حول أسعار الفائدة الأمريكية، حيث تشير تكهنات الأسواق إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يعيد النظر في خفض أسعار الفائدة لاحقاً هذا العام، وهو الأمر الذي من شأنه أن يضعف الدولار مجدداً ويدعم أسعار الذهب عالمياً.