«انخفاض جديد» أسعار الذهب تواصل التراجع عالميًا وعيار 21 يسجل 4620 جنيهًا محليًا

أسعار الذهب تشهد اليوم تراجعًا ملحوظًا في مستوياتها عالميًا ومحليًا، وتأتي هذه الانخفاضات بالتزامن مع تعافي الدولار الأمريكي، حيث تعززت مكاسبه عقب إعلان الرئيس الأمريكي ترامب تأجيل قرار فرض رسوم جمركية على الواردات من الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي هدّأ من مخاوف الأسواق العالمية، وخلق بيئة مستعدة للمخاطرة مع اهتمام الأسواق بمتابعة البيانات الاقتصادية وخطابات مسؤولي الفيدرالي الأمريكي.

أسعار الذهب العالمية وتأثير قرارات ترامب

شهد سعر أونصة الذهب العالمي انخفاضًا حادًا بنسبة 1.1%، حيث سجل أقل مستوى عند 3292 دولار للأونصة، بعدما كان قد افتتح تداولات اليوم عند مستوى 3346 دولار؛ ووفقًا لتحليل جولد بيليون يشهد الذهب حاليًا مستوياته عند 3307 دولار للأونصة، ويرجع السبب المباشر إلى هذا التراجع لتعافي الدولار مع تأجيل ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي، مما أدى إلى تهدئة الأسواق العالمية وارتفاع الأسهم الأمريكية، خاصة في ظل التخفيف من مخاوف أزمة تجارية طويلة الأمد.

تحليل أداء الذهب في ظل تعافي الدولار

على الرغم من التراجع الظاهر بأسعار الذهب هذا الأسبوع، إلا أنه ما زال مدعومًا نسبيًا بالعوامل الاقتصادية الكلية، أهمها القلق من تأثير السياسات التجارية الأمريكية طويلة الأجل، وبخاصة بعد تمرير مشروع خفض الضرائب الذي أضاف أعباءً جديدة على الدين الحكومي، مما أفسح المجال أمام الأسواق للتوجه إلى الأصول الآمنة كالذهب، وعلى الرغم من ذلك أدت تصريحات نيل كاشكاري، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، إلى الحد من أي توقعات بخفض الفائدة قريبًا، مما ساهم في حدة الضغط السلبي على أسعار الذهب.

أسعار الذهب في مصر واتجاه التسعير المحلي

شهدت أسعار الذهب المحلية أيضًا انخفاضًا متأثرة بحركة الذهب العالمية، حيث افتتح عيار 21 – أكثر عيارات الذهب شيوعًا محليًا – عند مستوى 4620 جنيه للجرام واستقر عند 4632 جنيه للجرام بعد انخفاض قدره 10 جنيهات في الجلسة السابقة؛ ويرتبط ذلك بتراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، الذي أدى إلى انخفاض في تسعير الذهب المحلي على الرغم من وجود زخم هبوطي قوي بأسعار الذهب العالمي.

العلاقة بين سعر الصرف وأداء الذهب المحلي

استقرار الأوضاع الاقتصادية الأخيرة في مصر، مدعومًا بمراجعة صندوق النقد الدولي وبرنامج التمويل المناسب، ساهم في تعزيز استقرار الجنيه المصري أمام الدولار، وبالرغم من أهمية تراجع سعر الصرف بالنسبة للاقتصاد المحلي، إلا أنه عامل يشكل ضغطًا سلبيًا على الذهب المحلي، إذ يحد من قدرته على الاستفادة من أي ارتفاع محتمل في السوق العالمية، بل يؤدي أيضًا إلى تعظيم زخم التراجع حال انخفاض الأسعار العالمية.

توقعات مستقبلية لأسعار الذهب

بالنسبة للسوق العالمية، يعاني الذهب من زخم سلبي قصير الأجل، خاصة بعد اختبار مستويات بين 3350 و3370 دولار للأونصة، وهو ما دفع الأسعار للهبوط مع وصول مؤشر الزخم لمناطق محايدة، أما بالنسبة للسوق المحلي، فقد فشل الذهب عيار 21 في تحقيق اختراق للمستوى 4700 جنيه للجرام، ليواجه قوة هبوطية تدفعه قرب مستوى 4600 جنيه؛ وتبقى مراقبة مستويات سعر الصرف وأداء الذهب عالميًا عوامل رئيسية في تحديد مسار الذهب المقبل.