ما حكم تناول الطعام أو الشراب دون قصد خلال صيام العشر من ذي الحجة؟ الإفتاء تجيب

يعتبر صيام العشر الأوائل من ذي الحجة من أفضل الأعمال التي يحرص المسلمون على أدائها، إذ تتسم هذه الأيام بفضل عظيم وثواب كبير، وهي فرصة للتقرب إلى الله بكثرة الطاعات والعبادات، لهذا يكثر السؤال عن بعض الأحكام المتعلقة بالصيام في هذه الأيام، ومن أبرزها: ما حكم من أكل أو شرب ناسيًا أثناء صيام العشر من ذي الحجة؟

ما حكم من أكل أو شرب ناسيا أثناء صيام العشر من ذي الحجة؟

فيما يتعلق بحكم تناول الطعام أو الشراب ناسيًا أثناء صيام العشر من ذي الحجة، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن ذلك لا يفسد الصوم ولا يوجب القضاء أو الكفارة، ويُستند في هذا الحكم إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: «من نسي وهو صائم فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه»، وهذا الحكم ينطبق على جميع أنواع الصيام سواء كان فرضًا كرمضان أو نافلة كصيام العشر من ذي الحجة.

حكم جمهور العلماء في تناول الطعام ناسياً

أجمع جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة على أن من أكل أو شرب ناسيًا أثناء الصيام، فإن صومه يبقى صحيحًا، وذلك بناءً على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ورد عن أبي هريرة: «إذا أكل الصائم ناسياً أو شرب ناسياً، فإنما هو رزق ساقه الله إليه، ولا قضاء ولا كفارة عليه»، وقد روى هذا الحديث علماء كبار كالإمام مسلم والدار قطني، وأصبح مرجعًا مستندًا للأحكام الشرعية المتعلقة بالصيام.

رأي الإمام مالك في مسألة الفطر ناسياً

اختلف الإمام مالك مع جمهور العلماء في حكم تناول الطعام أو الشراب ناسيًا أثناء صيام الفريضة، حيث ذهب إلى وجوب القضاء في حالة النسيان إذا كان الصوم فرضًا كصيام شهر رمضان، واعتبر أن هذا الحكم لا يشمل سوى صيام النافلة فقط، إلا أن هذا القول لا يمثل الرأي الراجح، حيث يرى جمهور الفقهاء أن الحكم مستند إلى النصوص النبوية المشيرة إلى تجاوز الله عز وجل عن النسيان في الصيام.

دليل الأحاديث في حكم الأكل أثناء الصيام ناسيا

الحكم بعدم فساد الصوم لمن أكل أو شرب ناسيا يتضح من خلال النصوص النبوية التي تواترت عبر روايات متعددة، منها ما رواه الطبراني والدار قطني والحاكم، حيث أجمعت الأحاديث أن النسيان أثناء الصيام سواء كان في رمضان أو في التطوع لا يُلزم المسلم بصيام يوم آخر ولا الكفارة، لأن الله يغفر لعبده نسيانه ويعفو عنه، لذا يبقى صيامه صحيحًا ويُكمل يومه دون انقطاع.

الأعمال المستحب فعلها في العشر من ذي الحجة

العمل الفضل
الصيام تكفير الذنوب وزيادة الأجر
الإكثار من الذكر تقوية الإيمان والطاعة
الصدقة مضاعفة الحسنات
قيام الليل تعزيز القرب من الله

بهذا يتضح أن من أكل أو شرب ناسيًا خلال صيام العشر من ذي الحجة يكمل صيامه، ولا يُلزم بالقضاء، ويُعد ذلك من رحمة الله وفضله على عباده، لذا يجب على المسلم الاستفادة من هذه الأيام المباركة في الإكثار من العبادات والطاعات.