تجنيد بالإجبار لطالبات المراكز الصيفية الحوثية في صنعاء ضمن وسائل الضغط المعاصرة

يشهد الواقع التعليمي في العاصمة اليمنية صنعاء تحديات كبيرة، حيث برزت محاولات جماعة الحوثيين لاستغلال المدارس والمساجد لتحويلها إلى أداة لاستقطاب الفتيات ضمن مراكز صيفية تخدم توجهاتها، الهدف الأكبر لهذه التحركات هو تجنيد الفتيات في تشكيل عسكري نسائي يُعرف باسم “الزينبيات”، إذ باتت هذه الممارسات تهدد استقرار العملية التعليمية في صنعاء، لتترك أثرها السلبي الواضح على الأسر والمجتمع بشكل عام.

استغلال المدارس والمساجد لتجنيد الفتيات

يقوم الحوثيون بتحويل ما يزيد عن 150 مدرسة ومسجداً إلى معسكرات تهدف إلى تنفيذ خطط تجنيد نسائية، إذ تركز برامجهم الصيفية على التأثير على الفتيات من مختلف الفئات العمرية، ومن بين أبرز الشخصيات التي تقود هذه الحملات هناك أسماء مثل ابتسام المحطوري وسعاد الكحلاني، وبات من الواضح أن الهدف الأساسي من هذه البرامج هو تعبئة الفتيات للمشاركة في أنشطة عسكرية تخدم أجندات الجماعة، الأمر الذي عمّق المخاوف لدى أولياء الأمور على مستقبل بناتهم التعليمي والاجتماعي، وجعل العديد من الأسر تتساءل عن جدوى هذه الأنشطة.

استراتيجيات حوثية في استقطاب الفتيات

لجأت الجماعة الحوثية إلى حيل عديدة لاستقطاب الفتيات، منها تقديم المغريات والوعود بالحصول على مكافآت مادية وهدايا، إضافة إلى التلويح بتحسين درجات الامتحانات للطالبات المشاركات، ولكن التربويون يحذرون من أن هذه الوسائل تستهدف استدراج الفتيات بشكل جذاب ولكن مخطط لخدمة أهداف عسكرية وتعبوية، وأظهرت الإحصائيات الأخيرة أن عدد الفتيات الملتحقات بمدارس الحوثيين قد بلغ نحو 16 ألف طالبة؛ مسجلاً رقماً قلّ بكثير من العدد المستهدف وهو 55 ألفاً، ما يعكس وعياً مجتمعياً للابتعاد عن هذه الأنشطة التي تُثير القلق.

تحذيرات من آثار التجنيد على التعليم

يشعر العديد من التربويين بالقلق من التداعيات العميقة لتجنيد الفتيات على واقع التعليم، حيث بدأت العملية التعليمية تتحول إلى مشروع تعبوي بعيد عن رسالتها التربوية، يتأثر ذلك بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية المتدهورة التي تعانيها البلاد، وهذه الحملات تجعل الفتيات عرضة للاستغلال بدلاً من التركيز على تطوير مهاراتهن وتنمية قدراتهن، من ناحية أخرى، فإن غياب الأنشطة الصحية والنفسية والخدمات الضرورية يزيد من شعور الطالبات بالإحباط والخيبة، ويُبقي المجتمع يترقب بمزيج من الغضب والخوف ما قد يحدث في المستقبل القريب.

المعسكرات الصيفية والتحديات التي تواجهها

المعسكرات الصيفية التي أصبحت أداة لتجنيد الفتيات في المجالات العسكرية تواجه انتقادات لاذعة من أفراد المجتمع والمؤسسات التعليمية، إذ يتم تسخير هذه البرامج لخدمة أهداف محددة تسعى إلى التحكم في عقول الطالبات وتحويلهن إلى أدوات تخدم سياسات الجماعة، وفيما يلي بيانات توضح واقع هذه المعسكرات:

العنوان القيمة
عدد الفتيات الملتحقات بالمدارس الحوثية في صنعاء 16 ألف طالبة
عدد المدارس والمساجد المستخدمة 150 مدرسة ومسجداً
أهداف البرنامج الصيفي تجنيد الفتيات للتشكيل النسائي “الزينبيات”

لإنقاذ مستقبل التعليم في صنعاء وحماية الفتيات من واقع الانتهاكات الممارسة في هذه الظروف، يجب تكثيف الجهود المجتمعية لتوفير برامج تعليمية آمنة وصحية تسهم في بناء شخصية الفتيات ودعم مستقبلهن العلمي، ولا بد من مواجهة اضطرابات المشهد التعليمي بجدية تتناسب مع ظاهرة تتفاقم يوماً بعد يوم.