الصحافة اليوم – تجنيد طالبات المراكز الصيفية التابعة للحوثيين في صنعاء يثير الجدل

اتهمت مصادر تربوية في العاصمة اليمنية صنعاء جماعة الحوثي باستخدام نحو 150 مدرسة ومسجد لتحويلها إلى مراكز صيفية تهدف إلى استقطاب آلاف الفتيات من مختلف الأعمار ضمن حملة تستهدف انضمامهن للتشكيل العسكري النسائي المعروف باسم “الزينبيات”، وقد بدأت هذه الحملة بعد تعليمات مباشرة من مكتب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي. يتضمن الاستهداف إجراء تدريبات على استخدام الأسلحة وتهيئة الفتيات للانخراط في توجهات الجماعة.

تجنيد الفتيات ضمن تشكيلات “الزينبيات”

أوضح تربويون في صنعاء أن جماعة الحوثي خصصت وقتًا وجهدًا كبيرين لتجنيد الفتيات عبر معسكراتها الصيفية، حيث يتم تهيئتهن فكريًا وعسكريًا بطرق متعددة، وقد أفاد مسؤولون بأن عناصر نسائية بارزة في كتائب الزينبيات تشرف على هذه العمليات، مثل ابتسام المحطوري وسعاد الكحلاني، ويتم حاليا استهداف الفتيات خصوصا في المراحل التعليمية الإعدادية والثانوية لاستقطابهن بتدرجات مدروسة وتهيئتهن للانضمام للجماعة، مع التركيز على تعبئة طائفية ضمن برامج مجدولة وممنهجة.

المدارس والمساجد في خدمة التجنيد الحوثي

أشارت المصادر إلى أن جماعة الحوثي أطلقت إحدى أكبر حملاتها للتجنيد بمساعدة المدارس والمساجد، حيث أقامت معسكراتها الصيفية لتلقين الفتيات، وتم استغلال نحو 150 مدرسة في صنعاء فقط لهذا الغرض، وقد قُدّرت أعداد الفتيات الملتحقات برقم يقترب من 16 ألف طالبة خلال العام الحالي، ورغم حاجة الجماعة لزيادة العدد ليصل إلى 55 ألف طالبة، إلا أنها لم تحقق هذا الهدف بسبب رفض العديد من أولياء الأمور لزج بناتهم في هذه الأنشطة المشبوهة.

الوسائل المتبعة لاستقطاب الفتيات

تستخدم جماعة الحوثي وسائل متعددة لجذب الفتيات إلى معسكراتها الصيفية، وتتنوع بين تقديم وعود بزيادة الدرجات الدراسية، تقديم الهدايا والسلال الغذائية، وحتى إعفائهن من الرسوم المدرسية، وقد رافقت هذه الاستراتيجية حملات دعائية واسعة لجذب الانتباه، حيث تسعى الجماعة لضمان التحاق أكبر عدد من الفتيات وتسخيرهن لخدمة أهدافها العسكرية والسياسية تحت مظلة الأنشطة الصيفية.

مناهج تعبئة طائفية داخل المراكز الصيفية

أفادت إحدى الطالبات المشاركات في المراكز الصيفية الحوثية أن المناهج التي تُقدم هناك تعتمد كليًا على التعبئة الطائفية، ويحتم على الفتيات الاستماع لخطب زعيم الجماعة وتبني شعارات وطقوس خاصة، وقد أُرغمن على المشاركة في الفعاليات ودعم الجبهات ماليًا، الأمر الذي يكشف عن النهج الذي تتبعه الجماعة لزعزعة القيم التربوية والاجتماعية للمجتمع اليمني، وتهميش القضايا الإنسانية الأهم مثل الفقر والمرض.

انتقادات وندم من المشاركات

عبرت طالبات عن استيائهن مما شاهدنه داخل المراكز الصيفية الحوثية، خاصة لكونها تفتقر للبرامج الهادفة في التعليم الصحي والنفسي والرياضي، ووصف بعضهن تجربة المشاركة بالمخيبة، حيث لم يتم تقديم أي برامج تعود بالفائدة مثل التدريب على الحرف اليدوية أو تمكينهن اقتصاديًا لدعم أسرهن في ظل الظروف المعيشية المتدهورة التي يعاني منها المجتمع اليمني حاليًا.