«نظام جديد» العمل 4 أيام أسبوعيًا في السعودية هل بدأ التغيير فعلاً

بدأت السعودية تطبيق نظام الدوام الجديد الذي يعتمد على أربعة أيام عمل أسبوعيًا، ويعد هذا النظام خطوة تحولية غير مسبوقة نحو تحسين بيئة العمل وتحقيق توازن أفضل بين الحياة المهنية والشخصية. النظام الجديد يأخذ بعين الاعتبار تعزيز الإنتاجية ورفع مستوى الرضا الوظيفي، متماشياً مع رؤية 2030 التي تهدف إلى تعزيز التقدم الاقتصادي والاجتماعي، ويأتي هذا القرار في إطار سعي المملكة للتماشي مع الممارسات الدولية التي تعتمد نماذج عمل أكثر مرونة.

الدوام الجديد: تفاصيل وآلية التطبيق

يعتمد نظام العمل الجديد على تقليص عدد أيام العمل الأسبوعية إلى أربعة أيام فقط، وسيتم تنفيذه بشكل تدريجي ومنظم يضمن تحقيق الكفاءة المطلوبة مع الحفاظ على حقوق جميع الأطراف. القطاعات الحكومية ستكون السباقة في تطبيق النظام، بحيث يمكن توسيع نطاق التطبيق ليشمل لاحقاً الشركات الخاصة والقطاعات المختلفة. وتشير التقديرات إلى أن ساعات العمل اليومية ستُعاد توزيعها مرونة لتعويض اليوم الخامس دون التأثير على سير العمل.

من بين الآليات التي من المتوقع اعتمادها وفقاً للنظام الجديد:

• تقسيم أيام العمل بين الأحد إلى الأربعاء أو بين الإثنين إلى الخميس، حسب طبيعة النشاط.
• توفير نماذج مرنة لتحقيق التوازن بين عدد ساعات العمل اليومية والمخرجات المطلوبة.
• إتاحة المجال لتجربة العمل بنظام الحضور الرقمي كجزء من النهج الجديد.

فوائد نظام الدوام الجديد في السعودية

يُتَوَقّع أن يقدم نظام الدوام الجديد الفوائد التالية، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات:

• يعزز التوازن بين العمل والحياة الشخصية؛ إذ يمنح الموظفين وقتاً إضافياً لقضاء احتياجاتهم الشخصية، مما يقلل الضغط ويحسن الصحة النفسية.
• يؤدي العمل لفترة قصيرة نسبيًا بوتيرة أعلى تركيزاً إلى الابتعاد عن الإجهاد الناتج عن العمل الطويل دون انقطاع.
• يساهم بتقليل التكاليف التشغيلية على المؤسسات، مع الحفاظ على مستويات جودة الخدمة.
• يشجع ثقافة الابتكار داخل المؤسسات من خلال توفير وقت إضافي للراحة وإعادة الشحن النفسي.

كيف يعزز النظام الجديد إنتاجية الموظفين؟

تؤكد الدراسات أن الموظفين الأكثر راحة يحققون إنتاجية أعلى لأنهم يتمتعون بوقت كافٍ للاسترخاء والتخطيط، كما يجنبهم هذا النظام الإنهاك الوظيفي؛ حيث يوفر مساحة لتنظيم حياتهم الشخصية بجانب العمل المهني. بالإضافة إلى ذلك، يخفف من التكاليف المتعلقة بالتنقل المستمر، مثلاً يتيح الوقت الإضافي للعمل عن بعد أو إنجاز المهام اليومية الأخرى.

التعديل الجذري وأثره على رؤية السعودية

مع تطبيق نظام العمل الجديد، تقود السعودية تغييرات عميقة في بنية سوق العمل لتتناسب مع التغيرات العالمية السريعة. النظام يساهم في تحقيق أهداف رؤية 2030 عبر تحسين رفاهية المجتمع وتعزيز كفاءات الإنتاج. كما يمثل النظام الجديد خطوة جريئة تلهم بقية الدول في الشرق الأوسط لتبني نماذج حديثة تدعم تقدمها الاقتصادي والاجتماعي.