«تراجع ملحوظ» أسعار الدجاج تنخفض رغم ارتفاعها في المطاعم والمربين قلقون

شهد لبنان في عام 2025 انخفاضاً كبيراً في أسعار الدجاج، وهو انخفاض أثار نقاشات واسعة حول تأثيره على المستهلكين من جهة والمنتجين المحليين من جهة أخرى، إذ تجاوزت نسبة التراجع في الأسعار حاجز 30% في العديد من المناطق اللبنانية، ما جعل “أسعار الدجاج في لبنان” الكلمة المفتاحية لحديث المختصين والمواطنين كالتي تناولتها الدراسات والتحليلات الاقتصادية والتقارير الصحافية.

أسباب انخفاض أسعار الدجاج في لبنان

تضمنت دراسة متخصصة تسليط الضوء على العوامل المؤثرة في سوق الدواجن اللبناني، حيث أظهرت أن تحسن الإنتاج المحلي وزيادة وفرة الدجاج كانت من أبرز الأسباب وراء انخفاض الأسعار، إضافة إلى تراجع الطلب بسبب الأزمة الاقتصادية التي قللت القدرة الشرائية للمواطنين، كما ساهمت وفرة الاستيراد، خاصة من الدجاج المجمد التركي، في زيادة التحديات التي يواجهها المنتجون المحليون، ويرافق ذلك غياب الدعم الحكومي الحقيقي الذي يجعل المزارعين اللبنانيين يبيعون بأسعار أقل من تكاليف الإنتاج الأساسية.

دور الاستيراد والتنافسية في السوق المحلي

أدى دخول كميات كبيرة من الدجاج المستورد إلى سوق الدواجن اللبناني إلى إحداث موجة من التنافسية غير المتكافئة، حيث تتسم أسعار الدجاج المستورد بالانخفاض مقارنة بالمنتج المحلي، خاصة مع غياب الإجراءات الجمركية التي تحمي المنتجين اللبنانيين، يُضاف إلى ذلك تهريب صيصان الدجاج الصغيرة عبر الحدود، الأمر الذي أسهم في تكدس الإنتاج المحلي دون وجود طلب مناسب، ما جعل المربين يبيعون منتجاتهم بأسعار زهيدة يصعب تعويض كلفتها التشغيلية، وهو ما يزيد من خطر انهيار هذا القطاع.

فيروس النيوكاسل وتأثيره على أسعار الدجاج

صرّح رئيس نقابة الدواجن في لبنان بأنّ فيروس النيوكاسل تفشى مؤخرًا بين العديد من مزارع الدواجن، ما دفع المزارعين لبيع كميات كبيرة من الدجاج المصاب بأسعار زهيدة خوفًا من تفاقم الوفيات، يُعتبر فيروس النيوكاسل أحد أكثر الفيروسات خطورة في صناعة الدواجن عالميًا، إذ ينتقل بسهولة بين الطيور من خلال الماء والعلف الملوثين، وكذلك عبر الاتصال المباشر بالأشخاص العاملين في المزارع أو الأدوات الملوثة، تسبب الفيروس في تقليل الإنتاجية وزيادة الفاقد مما أثّر على السوق بشكل عام.

أسعار وجبات الدجاج في المطاعم اللبنانية

رغم الانخفاض الواضح في أسعار الدجاج الطازج في معظم الأسواق اللبنانية، فإن أسعار الوجبات التي تعتمد على الدجاج في المطاعم لا تزال مرتفعة، ويعود ذلك إلى عدة عوامل منها التكاليف التشغيلية المرتفعة مثل إيجارات المحال وفواتير الكهرباء والغاز بالدولار النقدي، بالإضافة إلى استمرار ارتفاع أسعار المكونات الأساسية الأخرى كالزيوت والخضار والتوابل المستوردة، كما تلعب سياسة تسعير المطاعم دورًا مهمًا في تثبيت الأسعار مرتفعة، حيث تسعى بعض المطاعم للحفاظ على مستويات الربح حتى مع تغيرات السوق.

التحديات المستقبلية لسوق الدجاج في لبنان

يرى الخبراء أن قطاع الدواجن في لبنان يواجه تحديات معقدة تبدأ من التنافسية السوقية مع المنتجات المستوردة مرورًا بالأمراض التي تصيب الدواجن، وانتهاءً بارتفاع تكاليف الإنتاج المحلية، إن الفشل في تأمين الحماية المناسبة للمنتج المحلي أو تحسين الدعم الحكومي قد يؤدي إلى خروج المزيد من المزارعين من السوق، ما يهدد استدامة القطاع ودوره الحيوي في توفير الأمن الغذائي للبلاد.