«ترقب عالمي» أسعار الفائدة في كندا هل يخفضها البنك قريبًا

يحظى مسار بنك كندا في تحديد أسعار الفائدة باهتمام متزايد من قبل الاقتصاديين وصناع القرار، حيث تأتي البيانات الاقتصادية متباينة لتثير نقاشًا مستمرًا حول الخطوة التالية للبنك المركزي. تعكس مبيعات التجزئة الكندية لشهر مارس تحسنًا ملحوظًا تجاوز توقعات المحللين، ولكن مع ذلك، يبدو أن سيناريو خفض أسعار الفائدة في يونيو لا يزال ثابتًا دون تغير كبير.

مسار سياسات بنك كندا بشأن أسعار الفائدة

أعلنت هيئة الإحصاء الكندية أن مبيعات التجزئة سجلت ارتفاعًا بنسبة 0.8% في شهر مارس مقارنة بشهر فبراير، وهو ما فاق توقعات الخبراء التي بلغت 0.7%. ويرجع هذا الزخم الإيجابي في المبيعات بشكل أساسي إلى زيادة ملحوظة في مبيعات السيارات وقطع الغيار التي ارتفعت بنسبة 4.8%، مما يعكس اهتمام المستهلكين بشراء السيارات قبل تطبيق سياسات الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة، وقد شكّل هذا الأمر دعمًا للقدرة الشرائية لدى الأفراد، مما جعل المحللين أكثر تفاؤلًا ببقاء القطاع قويًا في الفترة المقبلة.

تناقض بين قوة الإنفاق وتراجع النمو الاقتصادي

برغم الأداء القوي لمبيعات التجزئة، أشار محافظ بنك كندا، تيف ماكليم، إلى توقعات بتباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني بالمقارنة مع الربع الأول. تتعرض التوقعات الاقتصادية لتحديات منها حالة انعدام الاستقرار التجاري واحتمالية تأثير الرسوم الجمركية سلبًا على وتيرة التعافي الاقتصادي. هذا التناقض بين القوة الاستهلاكية الظاهرة والضعف المتوقع في النمو الاقتصادي يعقد من قرارات البنك بشأن خفض معدلات الفائدة.

تأثير توقعات يونيو على الأسواق

على الرغم من البيانات القوية لمبيعات التجزئة، فإن الأسواق ترى احتمالية خفض بنك كندا لأسعار الفائدة بنسبة 32% خلال اجتماعه المنتظر في 4 يونيو. على الجانب الآخر، يشير بعض المحللين إلى الانخفاض الذي شهدته معدلات التوظيف في القطاع الخاص كعامل دافع إضافي نحو التحفيز النقدي. ويدعم هذا الطرح ستيفن براون نائب كبير الاقتصاديين لأمريكا الشمالية في شركة كابيتال إيكونوميكس، حيث أكد أن القرار يمثل تحديًا كبيرًا نظرًا للمتغيرات العديدة المحيطة بالمشهد الاقتصادي الكندي.

عوامل أخرى تؤثر على قرارات بنك كندا

سيصدر بنك كندا بيانات الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الكندي عن الربع الأول في 30 مايو، والتي ستشكل مرجعًا رئيسيًا في تحديد السياسات النقدية المقبلة. خلال تلك المداولات، سيضع البنك في اعتباره معدل إنفاق المستهلكين، والعوامل المعاكسة التي تواجه الاقتصاد مثل التباطؤ التجاري وأثر الرسوم الجمركية. ومن المتوقع أن يتمحور القرار حول موازنة بين الدعم المطلوب للأنشطة الاقتصادية من جهة، وتحقيق استقرار اقتصادي مستدام على المدى الطويل من جهة أخرى.

سيظل تحديد الاتجاه المستقبلي لسياسات أسعار الفائدة في كندا ملفًا مشوقًا ينتظر استكماله بالبيانات والتقارير القادمة. وفي النهاية، تبقى مبيعات التجزئة الكلمة المفتاحية في مراقبة أداء الاقتصاد وقدرته على التكيف مع الظروف المتقلبة.