«تحرك عاجل» مقاطعة الدوارة هل تكبح جشع الأسواق وتعيد التوازن؟

مع حلول عيد الأضحى، شهدت أسعار الكبد وأحشاء الخروف، المعروفة شعبيًا في المغرب بـ”الدوّارة”، زيادات كبيرة في الأسواق المحلية، حيث ارتفعت أسعارها التقليدية التي تتراوح بين 150 و250 درهمًا إلى مستويات غير مسبوقة وصلت بين 650 و700 درهم، وهو ما أثار جدلاً واسعًا بين المواطنين حول تأثير هذه الزيادات على قدرتهم الشرائية؛ وترافق ذلك مع دعوات لمكافحة الاحتكار ومراجعة سياسات السوق المرتبطة بالعيد.

أسعار الدوّارة وتأثيرها على القدرة الشرائية

تشهد الأسواق المغربية اضطرابات ملحوظة في أسعار “الدوّارة”، حيث يرى الكثير من المواطنين أن هذه الزيادات تعكس استغلالًا لظروف عيد الأضحى، ويرى مختصون أن التجار يستفيدون من ارتفاع الطلب خلال هذه الفترة لتضخيم الأسعار بشكل مبالغ فيه، مثلما أوضح محمد الكيماوي، رئيس الاتحاد المغربي لجمعيات حماية المستهلكين، الذي أشار إلى وجود ظواهر استغلالية من قبل ما وصفهم بـ”تجار الأزمات” الذين يتعمدون رفع الأسعار لتحقيق أرباح مفرطة، كما أكد أن هذه الممارسات تأتي على حساب المواطن البسيط الذي يجد نفسه عاجزًا عن تلبية متطلبات العيد الأساسية.

اتهامات بوجود ذبح سري في السوق

في سياق متصل، حذّر رئيس الاتحاد المغربي لجمعيات حماية المستهلكين من وجود كميات كبيرة من الأحشاء المعروضة في الأسواق، والتي يُعتقد أنها ناجمة عن عمليات ذبح سرية غير مشروعة، هذا يُعد انتهاكًا للتوجيهات الوطنية الرامية لحماية الثروة الحيوانية واستدامتها للتخفيف من تأثيرات ارتفاع الأسعار على المدى البعيد، وقد طالب الكيماوي بفتح تحقيق شامل للكشف عن هذه التجاوزات، كما دعا المواطنين للوقوف صفًا موحدًا ضد استغلال هذا الموسم لتحقيق مكاسب غير شرعية من قبل بعض الوسطاء.

دعوات للمقاطعة وجهود الحكومة للحد من الاستغلال

أكد الكيماوي على أهمية تبني المواطنين لسياسة المقاطعة كوسيلة فعّالة للتصدي لممارسات الجشع التي تتكرر كل موسم عيد، وشدد على ضرورة الالتزام بالتوجيهات الملكية التي تدعو للتركيز على شعائر الخطبة والصلاة بدلاً من الانخراط في مظاهر الذبح التقليدية، مشيرًا إلى أن هذا سيعمل على تخفيف الضغط على الأسر وسيُضعف من قبضة التجار الجشعين، من ناحية أخرى، أشاد الكيماوي بالجهود الحكومية ممثلة في وزارة الفلاحة ووزارة الداخلية، حيث أصدرت الأخيرة توجيهات واضحة للحد من الممارسات الاحتكارية في الأسواق، ومن بين المبادرات التي طُرحت كان فتح محلات الجزارة الرسمية خلال أيام العيد، بهدف تنظيم عملية توزيع اللحوم وضمان توفرها بجودة وأسعار معقولة للمستهلكين.

مقترحات لمعالجة الأزمة بعيد الأضحى

هناك بعض الحلول التي يمكن أن تخفف من وطأة الارتفاع الكبير في أسعار “الدوّارة”، وتتمثل في:

  • تشديد الرقابة على الأسواق للحد من الاحتكار والارتفاع غير المبرر للأسعار
  • تعزيز دور جمعيات حماية المستهلك في توعية المواطنين بضرورة تجنب الاستهلاك العشوائي ودعم الإجراءات الحكومية
  • فتح منافذ بيع رسمية بأسعار موحدة ومعلن عنها لتوفير منتجات غذائية ذات صلة بعيد الأضحى للمواطنين
  • دراسة السياسات الفلاحية لتعزيز الثروة الحيوانية ومواجهة نقص الإمدادات خصوصًا في المواسم

احصائيات أسعار الدوّارة قبل وبعد عيد الأضحى

الفترة الزمنية سعر “الدوّارة”
قبل عيد الأضحى 150 – 250 درهم
خلال عيد الأضحى 650 – 700 درهم