«صدمة كبرى» الذهب يسجل تغيرات مفاجئة بعد مكالمة هاتفية غامضة

تراجع أسعار الذهب كان أحد التطورات الرئيسية في الأسواق المالية اليوم، وكانت الكلمة التي دفعت الأسواق للتحرك هي المكالمة التليفونية التي أجرت في ساعة متأخرة من مساء الأحد بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية، والتي ساهمت في توجيه حركة أسواق الذهب بشكل ملحوظ بفعل مزاجية ترامب وتقلب سياساته التجارية، مما أثر على قرارات المستثمرين وسلوكياتهم تجاه الذهب.

تراجع أسعار الذهب مع المهلة التجارية

مع منح الرئيس الأميركي الاتحاد الأوروبي مهلة جديدة للتوصل إلى اتفاق تجاري قبل التاسع من يوليو، تحركت أسواق الذهب بتأثير هذه الخطوة، حيث شهدنا انخفاضا واضحا في الأسعار نتيجة تعليق تطبيق الرسوم الجمركية المرتفعة، وتراجعت العقود الآجلة للذهب اليوم بشكل طفيف، بينما شهدت الأسواق توقعات بارتفاع معدلات التقلب خلال الفترة المقبلة بسبب حالة عدم اليقين المتعلقة بالمباحثات التجارية بين الطرفين، ويدل ذلك على تزايد تأثير الأحداث العالمية والسياسات الاقتصادية في تشكيل المشهد العام لأسواق الذهب والمتاجرة به.

تفاصيل المكالمة وتأثيرها على أسعار الذهب

في هذه المكالمة، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أنها ستتحرك بوتيرة أسرع لتسوية القضايا التجارية العالقة مع الولايات المتحدة، مما هز أسواق الذهب، حيث هبطت المعاملات الفورية بنسبة 0.75% لتصل إلى 3331 دولارا للأونصة، كما تراجعت العقود الآجلة لتسليم أغسطس بنسبة 1% لتستقر عند 3363.50 دولارا للأونصة، وتواصل أسعار الذهب تأثرها بمثل هذه الأخبار بشكل مباشر، حيث يزداد الطلب عليه خلال الظروف الضبابية والمرتبطة بالتغيرات السياسية والاقتصادية.

قبل تأجيل الرسوم.. ارتفاع ملحوظ

شهدت أسعار الذهب مكاسب قوية تجاوزت 2%، مدفوعة بالتوترات التجارية التي أثارها ترامب بتهديده بفرض رسوم جمركية على واردات الاتحاد الأوروبي، كما أشار إلى إمكانية فرض 25% على منتجات معينة مثل هواتف آيفون، تزامنا مع التراجع الحاد في قيمة الدولار أمام العملات العالمية الأخرى، شهد الذهب أفضل أداء أسبوعي في أكثر من شهر، مما عكس الإقبال الكبير على المعدن النفيس بوصفه ملاذا آمنا للمستثمرين من تقلبات الأسواق.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

يتوقع خبراء غولدمان ساكس أن يستمر الذهب في تحقيق مكاسب جديدة، وقد يصل إلى مستويات قياسية عند 3700 دولار للأونصة بحلول عام 2025، مع زيادة الطلب على الأصول الموثوقة مثل الذهب في حال انخفاض معدلات الفائدة أو مواجهة الاقتصاد الأميركي ركودًا وشيكًا، يحذر الاقتصاديون من أن استمرار سياسات الإنفاق المرتفعة قد يضر بوضع الدولار عالميا، ما يعزز جاذبية الذهب للمستثمرين الأفراد والمؤسسات كافة.

أهمية البنوك المركزية واستثمارات الذهب

رغم تراجع الأسعار في الأسواق اليوم، تظل التوترات الاقتصادية والمخاوف حول أوضاع الدين الحكومي الأميركي عوامل رئيسية لتعزيز الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزية التي تواصل شراء كميات ضخمة منه، كما أن مخاطر السياسات المالية في الولايات المتحدة، مثل احتمالية إضافة تريليونات الدولارات إلى الدين الحكومي، تمنح الذهب دعما قويا خلال الأشهر المقبلة؛ حيث يعمل المستثمرون على تحصين استثماراتهم ضد أي مخاطر تزيد من تقلبات الأسواق المالية العالمية.