«موجات حارة» المناخ في ربيع 2025 لماذا تتكرر الظاهرة بشكل متزايد

أكد الدكتور تحسين شعلة، الخبير في البيئة والمناخ، أن مصر لا تزال في فصل الربيع رغم ارتفاع درجات الحرارة الشديد، موضحًا أن ما تعيشه البلاد حاليًا من تقلبات مناخية حادة يُعتبر طبيعيًا ويعكس طبيعة هذا الفصل، كما أن هذه التغيرات الجوية التي طرأت مؤخرًا ترتبط بما يُعرف بالتطرف المناخي الذي يحدث خلال فترات زمنية قصيرة مثل 24 أو 48 ساعة، مما يؤدي إلى اختلافات شديدة في درجات الحرارة.

التطرف المناخي وتأثيره على الظواهر الجوية

أوضح الدكتور تحسين شعلة أن ظاهرة التطرف المناخي في فصل الربيع الحالي تُعد غير مألوفة من حيث شدتها وسرعة تغيرها، وذلك نتيجة تقلبات درجات الحرارة الحادة، حيث سجلت درجات الحرارة في بعض الأيام 43 درجة مئوية قبل أن تنخفض سريعًا إلى 31 درجة في اليوم التالي بفارق 12 درجة مئوية، ويرى أن هذا الوضع يرجع إلى التغيرات المناخية العالمية وأيضًا العوامل البشرية التي أثرت على البيئة بشكل كبير.

ظاهرة النينيو وأثرها على المناخ

ذكر خبير البيئة أن العام الماضي شهد معاناة ملحوظة من موجات الحر الطويلة بسبب ظاهرة النينيو، حيث تعمل هذه الظاهرة على تقليل نسب الأكسجين المتاحة في الهواء نتيجة انخفاض الأكسجين الذي توفره البحار والذي يشكل حوالي 50% من الأكسجين الذي نتنفسه، وأدى ذلك إلى شعور المواطنين بالخنقة والاختناق، كما حذر الدكتور تحسين من الأثر المتسارع لهذه الظواهر المتطرفة على الطقس في مصر والعالم.

صعوبة التنبؤ بحالة الطقس

أشار الدكتور تحسين إلى أن التغير المناخي السريع والتقلبات المناخية الحادة خلقا عقبة في التنبؤ الدقيق بحالة الطقس، وحتى التطبيقات المتخصصة أصبحت تُغير بياناتها بشكل متكرر خلال اليوم الواحد، وهو ما يعكس عدم استقرار الحالة الجوية، وبينما تعاني دول عدة من كوارث مناخية خطيرة، أكد الدكتور تحسين أن مصر حتى اليوم بفضل الله لم تشهد كوارث مشابهة لتلك التي تضرب الولايات المتحدة وكندا ودول أخرى.

الكوارث المناخية عالميًا ودروس مستفادة

عند التطرق للكوارث المناخية الدولية، أوضح أنه على سبيل المثال، تتعرض الولايات المتحدة إلى حوالي 1500 إعصار سنويًا، خاصة في منطقة تُعرف باسم زقاق الأعاصير، حيث تلتقي الرياح الباردة القادمة من كندا بالتيارات الدافئة من خليج المكسيك مسببة أعاصير مدمرة، هذه الكوارث تؤدي إلى خسائر اقتصادية جسيمة تفوق كثيرًا ما تشهده مصر من تقلبات مناخية يوم أو يومين في درجات الحرارة، وهنا يجب أن نستغل الوضع الحالي كفرصة لتحسين وعي الأفراد حول ظاهرة التطرف المناخي.