«ترقب الأسواق» الذهب يتراجع بعد تمديد ترامب لمهلة محادثات التجارة الأوروبية

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا من أعلى مستوياتها خلال أسبوعين، حيث جاءت هذه التراجعات وسط التطورات الاقتصادية العالمية، إذ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تمديد موعد التوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي، مما أثر على معنويات المستثمرين ودفعهم لمراجعة مواقفهم تجاه الذهب كملاذ آمن.

أسعار الذهب اليوم وآخر التحركات

انخفض معدن الذهب في المعاملات الفورية بنسبة بلغت 0.5% ليصل إلى سعر 3339.13 دولار للأوقية، وذلك بحلول الساعة 01:01 بتوقيت غرينتش، بينما شهدت العقود الآجلة الأميركية انخفاضًا أكبر بنسبة 0.8% لتستقر عند 3337.40 دولار للأوقية، هذه التراجعات جاءت بعد تصريحات ترامب بشأن تمديد الموعد النهائي للمحادثات التجارية حتى التاسع من يوليو، مما أزال خطر فرض رسوم جمركية كانت متوقعة في الأول من يونيو.

دور الاتحاد الأوروبي في التأثير على أسعار الذهب

أوضح الرئيس الأميركي أن قرار تمديد المحادثات جاء بناءً على طلب رئيسة المفوضية الأوروبية، حيث طالبت بمنح الاتحاد الأوروبي مزيدًا من الوقت لإنهاء مفاوضات تجارية تضمن اتفاقية عادلة للطرفين، هذا التغيير المفاجئ في السياسات الجارية أدى إلى تراجع المخاوف من تصعيد تجاري، ما انعكس سلبًا على أسعار الذهب التي كانت قد استفادت سابقًا من الطلب المتزايد على أصول الملاذ الآمن.

التذبذب في أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي

خلال الأسبوع الماضي، تمكن الذهب من تحقيق مكاسب وصلت لأكثر من 2% مسجلًا أعلى مستوياته في أسبوعين، حيث كانت الأسواق العالمية تعكف على تقييم تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على صادرات الاتحاد الأوروبي، إلى جانب دراسة فرض رسوم بنسبة 25% على منتجات مثل أجهزة آيفون المصنعة خارج الولايات المتحدة، لكن مع هدوء هذه التوترات، عادت أسعار الذهب للهبوط.

تأثير ضعف الدولار على الحركة السعرية للذهب

من العناصر التي شكلت ضغطًا إضافيًا على أسعار الذهب، الانخفاض الملحوظ في مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له خلال شهر، حيث إن تراجع قيمة الدولار يعزز جاذبية الذهب للمستثمرين الذين يستخدمون عملات أجنبية، إلا أن تأثير هذا العامل الإيجابي لم يكن كافيًا لتعويض الضغط الناجم عن المستجدات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

الإقبال على المعادن النفيسة الأخرى

تباينت المعاملات بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، حيث شهدت الفضة انخفاضًا بنسبة 0.3% ليستقر سعرها عند 33.36 دولار للأوقية، في حين زاد البلاتين بنسبة طفيفة بلغت 0.1% ليسجل 1095.90 دولار للأوقية، وشهد البلاديوم ارتفاعًا بنسبة 0.8% ليصل إلى 1000.83 دولار للأوقية، هذه التحركات تشير إلى تأثير الأوضاع الاقتصادية العالمية على كافة المعادن بنفس النمط الذي تأثر به الذهب.

يظل الذهب هو العنصر الأهم الذي يعكس توجهات الأسواق في ظل الأزمات العالمية، حيث يعكس هذا التقلب المستمر مدى تعقيد المشهد الاقتصادي وتأثير السياسات التجارية بين القوى الكبرى على توجهات المستثمرين.