«أزمة الأضاحي» غلاء يثقل اليمنيين مع انهيار العملة وارتفاع تكاليف المعيشة

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يعاني اليمنيون من أزمة اقتصادية خانقة أثرت بشكل مباشر على حياتهم اليومية. انهيار العملة وارتفاع الأسعار جعل شراء الأضاحي والملابس أمرًا بعيد المنال للكثيرين، خاصةً في مدن مثل تعز وعدن. ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية واضمحلال القدرة الشرائية أثرا على معيشة المواطنين بشكل كبير، حيث باتت فرحة العيد تتلاشى وسط هذه المعاناة.

ارتفاع أسعار الأضاحي وتأثير انهيار العملة

انهيار الريال اليمني أدى إلى ارتفاع هائل في أسعار الأضاحي بجميع المحافظات. الريال اليمني فقد جزءًا كبيرًا من قيمته، حيث يتم تداول الدولار بأكثر من 2400 ريال يمني، والريال السعودي بأكثر من 650 ريالًا. تدهور العملة انعكس بشكل مباشر على أسعار الأضاحي، حيث أصبح شراءها تحديًا كبيرًا للمواطن العادي. في تعز، تتراوح أسعار الخراف والماعز بين 250 ألف إلى 400 ألف ريال يمني، بينما تجاوز سعر الأبقار 6 آلاف ريال سعودي. وقد أجبر ارتفاع التكاليف – بما في ذلك الاستيراد والنقل – التجار على رفع الأسعار بشكل غير مسبوق، ما زاد من معاناة الأسر اليمنية.

غياب الرقابة وارتفاع التكاليف

في ظل التدهور الاقتصادي، غابت الرقابة على أسعار الأضاحي في الأسواق اليمنية، مما أتاح المجال لتلاعب التجار بالأسعار. تكلفة النقل، ورسوم الموانئ، والتغذية تزيد من أسعار المواشي، مما يزيد من الأعباء على المستهلك اليمني. في غياب رقابة فعالة، يشير المواطنون إلى أن الأسعار تموج بتقلبات السوق دون أي تدخل حكومي لضبطها، وهو ما يعمق من أزمة الأسر خاصةً خلال موسم العيد. أسعار اللحم أيضًا شهدت زيادات كبيرة حيث يتراوح سعر الكيلوغرام ما بين 15 ألف إلى 18 ألف ريال، ما يجعل حتى شراء اللحوم أمرًا صعبًا.

تأثير ارتفاع الأسعار على مظاهر العيد

لم تقتصر الأزمة على الأضاحي فقط، بل امتدت إلى أسعار الملابس واللوازم الأساسية للعيد. في أسواق عدن وتعز، يشير التجار إلى انخفاض الإقبال الكبير على الملابس بسبب التضخم وغلاء الأسعار. ارتفع سعر ملابس الأطفال إلى ما يتراوح بين 20 إلى 40 ألف ريال للطقم الواحد، وهو ما يعادل دخل أسبوعي لبعض العائلات. نتيجة لذلك، باتت العديد من الأسر تلجأ إلى تدوير الملابس القديمة لتلبية احتياجات أطفالها في العيد.

التحديات الاقتصادية في ظل الأزمة اليمنية

الأزمة الاقتصادية المستمرة في اليمن تضاعف من أعباء المواطنين، إذ أن أكثر من 80 % من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية ويعيش الكثير تحت خط الفقر المدقع. توقف تصدير النفط بالإضافة إلى الانقسام المالي بين صنعاء وعدن يزيد من تعقيد الأزمة. تفاقم الوضع نتيجة أيضا للصراعات وعدم وجود خطط اقتصادية واضحة من قبل الحكومة المعترف بها دوليًا، لترتيب أولويات الاقتصاد اليمني وتحقيق الاستقرار.

رمزية العيد تتلاشى تحت ضغط الظروف المعيشية

كان عيد الأضحى بجميع تفاصيله يحمل رمزية هامة للعائلات، سواء عبر شراء الأضاحي أو الملابس أو تبادل الزيارات، لكن في ظل الظروف الحالية بات يمر كأي يوم عادي بلا أي طقوس مبهجة. يعبر العديد من المواطنين عن فقدان الشعور بالاحتفال بسبب أسعار السلع الجنونية، وزيادة الأعباء المالية، مع بقاء الأمل ضعيفًا في حل قريب للأزمة الاقتصادية.