«تحذير اقتصادي» رسوم ترامب على أوروبا قد تشعل نزاعًا تجاريًا عالميًا

حذر خبير اقتصادي بارز من أن تهديدات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية عالية على الواردات الأوروبية قد تؤجج تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن العلاقات القائمة بين الطرفين قد تجبر الاتحاد الأوروبي على تقديم تنازلات محورية؛ وتعود الولايات المتحدة لتأكيد نفوذها عبر السعي لزيادة الواردات الأوروبية من منتجاتها.

تهديدات ترامب وتأثيرها على العلاقات التجارية

تسعى واشنطن لتأمين مصالحها الاقتصادية بصورة تعزز هيمنتها، فبينما يعرض الاتحاد الأوروبي حلولاً تشمل إلغاء الرسوم الجمركية على السلع الصناعية واستيراد المزيد من الغاز الطبيعي المسال وفول الصويا الأمريكي، تركز المطالب الأمريكية على إزالة الضرائب من شركات كبرى عاملة مثل جوجل وأمازون وفتح الأسواق الأوروبية للمنتجات الأمريكية الغذائية غير المطابقة للمعايير البيئية والغذائية الأوروبية المتشددة، هذه الأمور تعكس ملامح الخلاف بين الجانبين، وتبرز التوتر الذي قد يزيد التصعيد المالي والتجاري العالمي حدة.

أوراق الضغط الأمريكية في الحرب التجارية

أوضح الخبير أن حجم التبادل التجاري بين الطرفين يشير إلى هيمنة واضحة من الجانب الأمريكي، حيث تتجاوز صادرات أمريكا للاتحاد الأوروبي 370 مليار دولار مقابل واردات بقيمة 605 مليارات دولار، الولايات المتحدة تمتلك نقطة قوة تتمثل في تفوقها التكنولوجي، حيث تعتمد أوروبا على كثير من التكنولوجيا والابتكارات الأمريكية، من هنا يمكن تفسير السبب في استعداد الأوروبيين للتفاوض، فواشنطن تفرض قواعد تفاوضية تعتمد على تقليل مساحة المناورة للاتحاد الأوروبي مستخدمة نفوذها التقني والاقتصادي كأداة ضغط حيوية.

لماذا تصر أمريكا على الرسوم الجمركية المرتفعة؟

الرؤية الاقتصادية لترامب تعكس طريقة تعامل تركز على رفع سقف التفاوض عبر التهديد بفرض رسوم جمركية هائلة، وهو ما يراه البعض كوسيلة لجعل الجانب الأوروبي يخضع للمطالب الأمريكية، هذا النهج يعتمد على تقليل مميزات الاستثمار الأجنبي المتبادل بين الطرفين والذي تتجاوز قيمته ملياري دولار، بينما يصر ترامب على استخدام هذه الاستراتيجية لإعادة ترتيب التوازن التجاري العالمي لصالح بلاده.

خيارات الاتحاد الأوروبي وردة الفعل المنتظرة

قد يعاني الاتحاد الأوروبي نتيجة تداعيات هذه الرسوم الجمركية، حيث تظهر اختلافات بين الدول الأعضاء، لا سيما ألمانيا المعتمدة بقوة على السوق الأمريكية لتصدير السيارات مثل BMW ومرسيدس، وفي ظل تصاعد تأثير التهديدات الأمريكية، ترى أوروبا أنه يُفضل الجلوس إلى طاولة المفاوضات، فمن المتوقع انعقاد مفاوضات في فرنسا تسعى خلالها دول الاتحاد لتأكيد حقوقها، برغم محاولات ترامب التفاوض مع كل دولة بشكل منفصل.

الحرب التجارية والعوامل المؤثرة في التسوية

تشير المعطيات إلى أن أوروبا تسعى جاهدة لتقليل التصعيد التجاري والوقوف في وجه المطالب الأمريكية، بينما الولايات المتحدة ترتكز على مفاتيح السيطرة التكنولوجية والاقتصادية، ويبدو أن الاتحاد الأوروبي قد يقبل بعدد من التنازلات لتجنب أضرار اقتصادية أكبر، هذا السيناريو يعكس واقعًا قد يفرض فيه النفوذ الأمريكي نفسه على قواعد التجارة العالمية، ما يجعل المفاوض الأوروبي أكثر عُرضة للخضوع للهيمنة الأمريكية.