«مستجدات إقليمية» تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر ومستقبل الحكومة العراقية

تعد العملية السياسية في العراق من القضايا الحيوية التي تتأثر بالواقع الإقليمي والدولي، وعلى رأس هذه العملية يأتي موضوع تشكيل الحكومة العراقية المقبلة عقب الانتخابات التشريعية، حيث يُعول على هذه الانتخابات رسم ملامح مستقبل البلاد، ويبرز في هذا الإطار “ائتلاف الإعمار والتنمية” كأحد القوى السياسية المرشحة بقوة لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر وما يرتبط بها من قرارات مهمة في اختيار القيادة السياسية.

ائتلاف الإعمار والتنمية وأهدافه

ائتلاف الإعمار والتنمية، الذي أُعلن عنه بقيادة رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، يضم مجموعة من الكتل السياسية مثل تيار الفراتين، وتحالف العقد الوطني، وائتلاف الوطنية، بهدف تحقيق مبدأ التوافق الوطني، يُعد هذا الائتلاف خطوة نحو مغادرة مفاهيم الانتماءات الطائفية والقومية ووضع الهوية الوطنية كأولوية، حيث تتجه القائمة إلى إشراك جميع الأطراف السياسية في تحمل مسؤوليات البناء والإعمار دون انفراد طرف واحد بالسلطة. وقد تم اختيار هذا الائتلاف وفق معايير دقيقة تعتمد على الكفاءة والإيمان بالمشروع الوطني أكثر من مجرد تحقيق مكاسب انتخابية آنية.

تأثير المستجدات الإقليمية على تشكيل الحكومة

عملية تشكيل الحكومة في العراق ليست بعيدة عن تأثير الظروف الإقليمية، إذ إن العراق يقع وسط منطقة تشهد تجاذبات سياسية وأمنية تؤثر بشكل مباشر في القرار العراقي، وفي هذا السياق، يعتبر العامل الخارجي من المحددات البارزة التي تلعب دورًا في تحديد القيادات السيادية وعلى رأسها رئيس الوزراء، ومع ذلك، تسعى الكتل العراقية، مثل ائتلاف الإعمار والتنمية، لتحقيق توازن بين الحفاظ على السيادة الوطنية وتأمين دعم القوى الإقليمية لتعزيز استقرار البلاد.

استعدادات ائتلاف الإعمار والتنمية لخوض الانتخابات

ائتلاف الإعمار والتنمية يعتمد على بعض المقومات التي تمنحه فرصة قوية لاكتساح المشهد الانتخابي، من بينها نسبة المشاركة الشعبية ومدى تفاعل القاعدة الشعبية مع الحملة الانتخابية، بالإضافة إلى تميز الماكينة الإعلامية للنشاط الانتخابي، القائمة تراهن على إقناع المجتمع بأهمية المشروع الوطني بعيداً عن التخندق الطائفي أو السياسي، ومن المتوقع أن يحقق هذا الائتلاف تقدماً كبيراً بفضل التنظيم الدقيق والرؤية الطويلة الأمد التي يحملها أعضاؤه.

آلية حسم مستقبل الحكومة الحالية

ينظر إلى مستقبل رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني بإطار تقييم شامل لأداء حكومته بعد انتهاء مهامها التشريعية، حيث صرح قياديون في تحالف الفتح، أحد الأطراف المؤثرة، بأن تجديد الولاية الثانية مرتبط بنجاح السوداني في معالجة الملفات الشائكة والقضايا الحساسة التي تواجه البلاد، يأتي هذا التقييم كأداة للقياس على مدى قدرة الحكومة على تحقيق الاستقرار والتنمية بما يعكس صورة إيجابية للدعم الذي قدمته القوى السياسية.