«توقعات صادمة» سعر النفط قد ينخفض دون 60 دولارًا وفق بنك أوف أمريكا

تشير تقارير اقتصادية إلى احتمالية تراجع أسعار النفط إلى ما دون 60 دولارًا للبرميل خلال الأشهر القادمة، مما يعكس أزمة جديدة في سوق النفط العالمي. لا يزال انخفاض أسعار النفط يمثل تحدياً كبيراً للعديد من الشركات والحكومات، خاصة مع محدودية مرونة الشركات الكبرى بعد سنوات طويلة من خفض التكاليف. تعد هذه التقلبات في أسعار النفط جزءاً من واقع الأسواق العالمية التي تتأثر بأحداث جيوسياسية واقتصادية متسارعة.

انخفاض أسعار النفط وتأثيره على السوق العالمي

أسعار النفط تواجه تقلباً كبيراً حيث تشير التوقعات إلى أن متوسط سعر البرميل سيبلغ حوالي 65 دولارًا خلال العام الحالي، مع قيام تحالف “أوبك+” بمواصلة خططه لزيادة الإنتاج. الجدير بالذكر أن الأسواق تشهد عودة ديناميكيات مشابهة للفترات السابقة التي تميزت بأسعار نفط منخفضة، وقد أعلنت “أوبك+” نيتها في زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يومياً. إن هذه الاستراتيجية تعكس محاولات التحالف للحفاظ على استقرار السوق، إلا أنها قد تؤدي إلى مزيد من الضغط المالي على بعض المنتجين.

سيناريوهات تعكس تحديات انخفاض أسعار النفط

وفقاً لتقرير صحيفة فاينانشال تايمز، تستعد شركات النفط الكبرى لمواجهة سيناريوهات معقدة تتطلب تبني استراتيجيات تقشفية. خفضت الشركات الإنفاق الرأسمالي بنسبة كبيرة، حيث تشير تقارير إلى أن الإنفاق سينخفض بنسبة 5% في عام 2025 مقارنة بعام 2023. هذه التخفيضات تأتي في ظل ترجيح استمرار انخفاض الأسعار. تواجه الصناعة تحديات تدفعها لإعادة تقييم استراتيجياتها التشغيلية لمواكبة السوق المتغيرة.

محاولات خفض أسعار النفط الروسي

يسعى الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع مجموعة السبع إلى تخفيض سقف أسعار النفط الروسي إلى 45 دولارًا للبرميل. الهدف من هذه الخطوة هو تقليل الإيرادات النفطية الروسية، لضمان استمرار الضغط الاقتصادي عليها، مع مساعي الحفاظ على استقرار الإمدادات النفطية. يُذكر أن سقف الأسعار الحالي يبلغ 60 دولارًا، وقد دخل حيز التنفيذ بالتزامن مع حظر الاتحاد الأوروبي على إمدادات النفط البحرية الروسية في ديسمبر 2022. هذه القرارات تأتي ضمن إطار العقوبات الاقتصادية المفروضة إثر الأزمة الروسية الأوكرانية.

تأثير سقف أسعار النفط على روسيا

يمثل تحديد سقف لأسعار النفط الروسي محاولة جدية من قِبل الدول الكبرى للحد من قدرة روسيا المالية في مواصلة تمويل أنشطتها. في السياق ذاته، دعت أوكرانيا إلى تقليص هذا السقف إلى 30 دولارًا برميل، بهدف زيادة العبء الاقتصادي على موسكو. إن تبني هذه السياسات يعكس رغبة الدول الأوروبية والغربية في تحقيق أهداف مزدوجة تجمع بين كبح النفوذ الروسي وضمان استقرار الأسعار داخل الأسواق العالمية.

زيادة الإنتاج وتحالف أوبك+

تواصل منظمة “أوبك+” خططها لزيادة الإنتاج على الرغم من الانخفاض الملموس في الأسعار، حيث تستهدف زيادة بمقدار ثلاثة أضعاف عن التوقعات الأصلية للإمدادات. هذه الخطط تعكس استراتيجيات التحالف لضمان مرونة الإنتاج وتلبية المتطلبات السوقية. مع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين العرض والطلب العالمي وسط التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية المستمرة.