«توتر جديد» أسعار الذهب تقفز وعيار 21 يصل إلى 4710 جنيهات

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسبوع الماضي بنسبة 3.7% في الأسواق المحلية، ما يعكس جاذبية الذهب المتزايدة كملاذ آمن في ظل ما يشهده العالم من توترات سياسية واقتصادية، تزامنًا مع ضعف أداء الدولار الأمريكي والتصريحات التصعيدية للرئيس الأمريكي السابق تجاه الاتحاد الأوروبي. كما اتجه المستثمرون نحو الأصول الآمنة مثل الذهب متأثرين بالمخاوف حول الوضع المالي الأمريكي.

ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية

سجلت أسعار الذهب في الأسواق المحلية ارتفاعًا بقيمة 170 جنيهًا لعيار 21 خلال أسبوع، حيث بدأ التعاملات عند مستوى 4540 جنيهًا واختتمها عند مستوى 4710 جنيهات، وفقًا لتصريح المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة”. أما عالميًا، فقد ارتفعت الأوقية بقيمة 154 دولارًا، منهية تداولاتها عند 3358 دولارًا، ما يبرز تأثير ضعف الدولار وارتفاع معدل القلق الاقتصادي بين المستثمرين.

أسعار الذهب اليوم في الأسواق

خلال تعاملات السبت الماضي، تراجعت أسعار الذهب بقيمة 5 جنيهات في الأسواق المحلية بسبب العطلة الأسبوعية للبورصة العالمية. وسجل جرام الذهب عيار 24 سعر 5383 جنيهًا، في حين بلغ سعر جرام عيار 18 نحو 4037 جنيهًا، فيما استقر سعر الجنيه الذهب عند 37680 جنيهًا. ورغم التراجع الطفيف، تحتفظ سوق الذهب بزخمها بدعم من الظروف الاقتصادية المحيطة.

دور التصعيد السياسي والضغوط الاقتصادية في دعم الذهب

أبرزت توترات سياسية مثل تصريحات الرئيس السابق ترامب بشأن فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي تأثيرًا مباشرًا في تعزيز جاذبية الذهب. علاوة على ذلك، ساهم تمرير موازنة أمريكية مرتفعة العجز بضغط إضافي على السوق، حيث بلغ العجز 4 تريليونات دولار، بجانب خفض تصنيف ديون الولايات المتحدة من قبل “موديز”، مما دفع المستثمرين للاتجاه إلى الأصول الآمنة كمحاولة للحفاظ على رؤوس أموالهم.

الذهب كنقطة استقرار في ظل الاضطرابات

بالرغم من ارتفاعه النسبي مقارنة بمستويات سابقة، أظهر الذهب انخفاضًا طفيفًا عن أعلى مستوياته التاريخية، لكنه تمكن من الصمود نسبياً قرب مستوى 3300 دولار للأوقية. يُعزى ذلك إلى ضعف الدولار وانعدام الثقة في السندات الأمريكية، مما شجع المستثمرين على الاحتفاظ بالذهب كأصل آمن للتنويع وتقليص المخاطرة.

توقعات مستقبلية متفائلة بشأن أسعار الذهب

توقعات محللي “فان إيك” تشير إلى بلوغ الذهب مستوى 4000 دولار للأوقية بحلول عام 2025، مع إمكانية وصوله إلى 5000 دولار خلال خمس سنوات. يأتي ذلك في ظل زيادة الاهتمام الغربي بالذهب، واعتباره وسيلة للتحوط ضد التضخم والمخاطر الجيوسياسية، خاصة مع المكاسب المحققة بنحو 27% خلال عام 2023 و25.5% منذ بداية عام 2024.

التحذيرات الأوروبية وثقة السوق

رغم التحذيرات التي أطلقها البنك المركزي الأوروبي بشأن المخاطر المرتبطة بزيادة الطلب المفاجئ على الذهب، إلا أن تقرير مجلس الذهب العالمي يؤكد على متانة السوق وسيولته، مما يمنح المستثمرين ثقة أكبر في اختيار الذهب كملاذ آمن، حتى في أقسى الأزمات الاقتصادية.

جاذبية الذهب في المشهد الاقتصادي العالمي

وسط تصاعد المخاوف من قدرة الحكومات على احتواء الديون السيادية واستمرار ضعف أدوات الدين التقليدية، يُعزز الذهب مكانته كأصل مالي موثوق، بينما ينتظر المستثمرون تقارير اقتصادية هامة خلال الأسبوع المقبل، مثل طلبيات السلع المعمرة ومحضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، التي من شأنها تحديد اتجاهات السوق وربما تدعيم زخم ارتفاع الذهب في الفترة القادمة.