«بيراميدز في ورطة قبل نهائي الحلم!» تعرف على القصة الكاملة لرفض تأجيل مباراة سيراميكا

في مشهد يتكرر بصيغة جديدة، يقف نادي بيراميدز أمام لحظة مصيرية، بين حلم التتويج القاري وطموح المنافسة المحلية، فيما تبدو رابطة الأندية المصرية متمسكة بقواعدها، ولو على حساب من يطرق أبواب المجد الأفريقي.

بين ضغط المواعيد، وتضارب المصالح، وصراع الصدارة، تُروى حكاية طلب تأجيل مباراة، قد تبدو للوهلة الأولى تفصيلة إدارية، لكنها في الواقع مرآة لصراع أكبر بين المبادئ والمرونة، وبين اللوائح والطموحات.

نهائي أفريقيا في الأفق.. والعقبة محلية

قبل أيام قليلة من المواجهة المرتقبة في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا، بين بيراميدز المصري وماميلودي صنداونز الجنوب أفريقي، بعث نادي بيراميدز خطابًا رسميًا إلى رابطة الأندية المصرية، يطلب فيه تأجيل مباراته أمام سيراميكا كليوباترا، المقررة يوم الأربعاء في ختام جولات الدوري.

الهدف؟ منح الفريق السماوي وقتًا كافيًا للاستعداد لمواجهة تاريخية قد تُتوّجه بطلًا لقارة بأكملها لأول مرة في تاريخه.

لكن الرد لم يكن كما يشتهي عشاق الفريق، إذ أصدرت رابطة الأندية بيانًا توضح فيه أن الأمر ليس بهذه البساطة، وأن هناك ستة أسباب رئيسية تحول دون الاستجابة لهذا الطلب.

سباق الدوري على صفيح ساخن

لن تكون مباراة بيراميدز أمام سيراميكا مجرد لقاء عادي، بل تمثل محطة حاسمة في سباق الصدارة المشتعل مع النادي الأهلي، الذي يتقدم بفارق نقطتين فقط، ويخوض الأهلي بدوره مباراته الأخيرة في نفس التوقيت أمام فاركو، ما يجعل أي تغيير في مواعيد المباريات مسألة حساسة للغاية، قد تؤثر على توازن المنافسة.

العدالة الزمنية في خوض المباريات تُعد من المبادئ الأساسية التي تتمسك بها الرابطة، وقد كانت سببًا رئيسيًا لرفض التأجيل، خشية أن يستفيد أي طرف من معرفة نتائج الآخرين قبل خوض مواجهته.

الأسباب الستة: لماذا قالت الرابطة “لا”؟

رغم تفهمها لوضع بيراميدز، فقد سردت رابطة الأندية ستة مبررات تمنعها من الموافقة على التأجيل، جاءت على النحو التالي:

1. الارتباط بالأجندة الدولية

بداية من 2 يونيو، يدخل العالم الكروي فترة “أيام فيفا”، حيث تُلزم الاتحادات بإطلاق سراح اللاعبين الدوليين للمشاركة مع منتخباتهم، وأي تأجيل للمباريات بعد هذا الموعد يعني أن الفرق ستخوض مبارياتها بدون لاعبيها الدوليين، ما يعد مخالفة صريحة للوائح ويضر بمبدأ المنافسة النزيهة.

2. العدالة في سباق التتويج

الرابطة ترى أن تأجيل مباراة بيراميدز، وتأخير خوضه لمباراة الجولة الأخيرة، قد يمنحه ميزة نسبية على الأهلي، إذ سيكون على علم بنتيجة منافسه قبل لعبه، ما قد يؤثر على أدائه وتكتيكه. هذا الأمر، وفقًا للرابطة، يُخل بمبدأ تكافؤ الفرص.

3. المنافسة على المركز الرابع

بعيدًا عن قمة الترتيب، فإن صراعًا آخر لا يقل إثارة يدور على المركز الرابع، بين سيراميكا كليوباترا والمصري البورسعيدي، أي تعديل في مواعيد المباريات سيؤثر سلبًا على هذا السباق، وقد يُشعر طرفًا بالظلم مقارنة بآخر.

4. ضغط جدول الموسم

وضعت رابطة الأندية خطة دقيقة لإنهاء الموسم المحلي قبل 30 مايو، وذلك لتفادي تداخل المسابقات مع المشاركات الدولية للأندية والمنتخبات، وللتحضير المبكر للموسم الجديد، وأي تعديل طارئ سيهدد هذا الجدول المنظم بالكامل.

5. رفض جماعي من الأندية

في اجتماع سابق مع ممثلي الأندية، أعربت كل الفرق المشاركة في الدوري عن رفضها القاطع لتأجيل الجولة الأخيرة، ما يعني أن اتخاذ قرار مخالف سيقوّض مبدأ الشفافية والمساواة.

6. سابقة الأهلي 2023

في موسم 2022/2023، طلب الأهلي تأجيل مباراته أمام المقاولون العرب بسبب ارتباطه بمواجهة صنداونز في دوري الأبطال أيضًا، وكان الفاصل الزمني بين المباراتين هو ذاته الذي يطلبه بيراميدز اليوم. وقتها، رفضت الرابطة الطلب، واليوم تتمسك بالموقف ذاته، حفاظًا على وحدة القرار.

بين المنطق والمرونة: هل من حل وسط؟

قد يتفق البعض مع موقف الرابطة، التي تحاول الحفاظ على هيبة اللوائح، بينما يرى آخرون أن مواجهة نهائي قاري، يمثل فيها بيراميدز الكرة المصرية، تستحق مرونة استثنائية.

وربما كان من الممكن أن تُدرس حلول بديلة، مثل تقديم مباراة الأهلي بالتوازي، أو إشراك أطراف محايدة في حسم الموقف بما يراعي المصلحة العامة.

هل تتكرر القصة؟

المشهد يشبه كثيرًا ما حدث مع الأهلي الموسم الماضي، ما يعزز إحساس البعض بأن “اللائحة لا تفرق بين الكبار”، لكنها أيضًا تطرح سؤالًا مشروعًا: هل يجب أن تظل اللوائح جامدة، حتى في اللحظات التي تُكتب فيها فصول من التاريخ الكروي؟