«عاجل» سعر الذهب يصل لأعلى مستوى في أسبوعين لهذه الأسباب

سجل سعر الذهب العالمي والمحلي ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسبوع الماضي، مما أعاد الذهب لتصدر المشهد كملاذ آمن بعد فترة من التراجع، وشهدت الأسواق ارتفاعًا في الإقبال نتيجة لمجموعة من التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية التي أثرت بشكل مباشر على اتجاه المستثمرين نحو شراء الذهب، سواء على المستوى العالمي أو المحلي.

أسباب ارتفاع سعر الذهب عالميًا

شهد سعر الذهب العالمي تحسنًا بمعدل 4.8% خلال الأسبوع الماضي، حيث ارتفعت أونصة الذهب إلى أعلى مستوياتها عند 3366 دولارًا بعد أن افتتحت تداولات الأسبوع عند مستوى 3215 دولار، هناك عوامل متعددة ساهمت بذلك، من أهمها ضعف الدولار الأمريكي الذي يعتبر منافسًا تقليديًا للذهب، إضافة إلى تجدد تهديدات الرئيس الأمريكي بشأن فرض رسوم جمركية إضافية على واردات الاتحاد الأوروبي بنسبة 50%، مما أثار قلق المستثمرين وأدى إلى زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن.

كما تسببت هذه التهديدات أيضًا في هزّ أسواق الأسهم الأوروبية والأمريكية، الأمر الذي أدى إلى تعزيز مكانة الذهب كملاذ استثماري آمن، خاصة في ظل تفاقم التوترات التجارية العالمية.

تحركات سعر الذهب في السوق المحلي

شهد سعر الذهب المحلي في مصر تحسنًا ملحوظًا، حيث ارتفع سعر عيار 21، وهو الأكثر شيوعًا في السوق المصري، بنسبة 3.85% ليصل إلى 4715 جنيهًا للجرام بعد أن افتتح تداولات الأسبوع عند مستوى 4540 جنيهًا، هذا التحسن يأتي مدعومًا بارتفاع أسعار أونصة الذهب عالميًا وتأثر السوق المحلي بعدة عوامل اقتصادية داخلية، كاستمرار طلب المستثمرين المحليين على الذهب في ظل ضبابية المشهد الاقتصادي.

كما شهدت بقية الأعيرة في السوق المصري زيادات ملحوظة، حيث سجل عيار 24 سعر 5382.86 جنيه، وعيار 18 سجل 4038 جنيهًا، بالإضافة إلى ارتفاع الجنيه الذهب ليبلغ 37,640 جنيهًا، وهذه القفزات عكست تأثيرات مباشرة للتغيرات الخارجية على السوق المحلي.

ضعف الدولار وأثره على سعر الذهب

إن العلاقة العكسية بين الدولار الأمريكي وسعر الذهب كانت واضحة خلال الأسبوع الماضي، حيث أدى ضعف الدولار إلى دعم مكاسب الذهب بشكل واضح، فقد سجل الدولار أدنى مستوى له في 3 أسابيع، وهذا كان من أبرز أسباب عودة المستثمرين عالميًا نحو الذهب بحثًا عن الأمان، كما ازدادت حدة هذه العلاقة العكسية بسبب تصاعد التوترات الاقتصادية التي صاحبت تصريحات الرئيس الأمريكي الداعية لزيادة الرسوم الجمركية.

من ناحية أخرى، أثر تراجع مؤشرات الأسهم بشكل واضح على زيادة الطلب على الذهب، مما أبرز أهميته كأداة تحفظ قيمة الأصول خلال فترات الاضطرابات الاقتصادية.

باختصار، يمكن القول بأن ارتفاع سعر الذهب خلال الأيام الأخيرة جاء نتيجة تفاعلات اقتصادية وجيوسياسية معقدة، بداية من ضعف الدولار الأمريكي، وارتفاع التوترات التجارية الدولية، وحتى الاتجاه لشراء الذهب محليًا وعالميًا كملاذ آمن وسط حالة من عدم اليقين التي ما زالت تخيم على الأسواق.