«أسرار السوق» الذهب يواجه تحديات كبيرة وسط تحركات عالمية مفاجئة

يشهد سوق الذهب تحولات واضحة في الأسعار، حيث ارتفعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وتشير التقارير إلى أن الأوضاع العالمية والسياسات الاقتصادية المستحدثة تلعب دوراً رئيسياً في هذه التقلبات. أسعار الذهب في مصر على سبيل المثال شهدت ارتفاعات غير مسبوقة، إذ بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 حوالي 5377 جنيه للبيع و5354 جنيه للشراء، في حين وصل عيار 21 الأكثر انتشاراً إلى 4705 جنيه للبيع و4685 جنيه للشراء. هذه الأرقام تزامنت مع ارتفاع عالمي لسعر الأونصة الذي بلغ 3359 دولار، مما يعكس حجم الاضطرابات التي تواجه الأسواق.

علاقة دونالد ترامب بارتفاع أسعار الذهب

أثرت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل مباشر على الأسواق المالية، حيث اتخذ إجراءات جديدة دفعت الأسواق العالمية إلى حالة من التذبذب وعدم الاستقرار. أهم تلك السياسات تمثلت في فرض رسوم جمركية على الواردات، حيث وصلت النسبة إلى 54% على بعض الدول مثل الصين، مما أشعل حرباً تجارية واسعة. إضافة إلى ذلك، تصريحات ترامب عن فرض رسوم إضافية على شركات مثل أبل بنسبة 25% على منتجاتها المصنعة خارج الولايات المتحدة ساهمت في تعزيز حالة القلق، والتي دفعت المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن.

أسباب ارتفاع الطلب على الذهب والفضة

يعتبر الذهب خياراً آمناً، خاصةً خلال الأزمات مثل التوترات الجيوسياسية أو الاقتصادية، حيث يخشى المستثمرون من فقدان قيمتهم في الأسهم أو العملات. وهذا ما حدث في الآونة الأخيرة، حيث انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.2%، ما زاد من جاذبية الذهب للمستثمرين من خارج الولايات المتحدة. الطلب الكبير على الذهب رفع أسعاره بشكل قياسي، كما أن الفضة أيضاً شهدت تحركاً ملحوظاً كملاذ آمن ولأغراض صناعية متعددة. في عام 2024، على سبيل المثال، زادت أسعار الفضة بنسبة 40% بسبب التحولات الجيوسياسية وزيادة الطلب الصناعي.

تأثير سعر الدولار وسوق العملات على الذهب في مصر

لا تقتصر العوامل المؤثرة على السوق المصري فقط على الأسواق العالمية، بل إن تقلبات سعر الدولار مقابل الجنيه المصري لها أثر كبير. على سبيل المثال، انخفاض سعر الدولار يؤدي إلى زيادة تكلفة استيراد الذهب، وبالتالي ارتفاع الأسعار محلياً. إضافة إلى ذلك، انخفاض الإقبال على شراء الذهب في مصر بنسبة 16% خلال الربع الأول من عام 2025 مقارنة بعام 2024 يعد مؤشراً على تأثير التضخم وسعر الصرف على سلوك المستهلك المصري.

توقعات مستقبلية لأسعار الذهب والفضة

يتوقع الخبراء أن تستمر أسعار الذهب في الصعود لتصل إلى 3500 دولار للأونصة في بداية عام 2026 وقد تتجاوز حاجز الـ4000 دولار بنهاية عام 2027، في حال استمرت الأزمات الاقتصادية. أما بالنسبة للفضة، فإنها قد تستمر في الارتفاع ولكن بوتيرة أبطأ نسبياً. وفي حال قام البنك الفيدرالي الأمريكي بتشديد السياستين النقدية ورفع معدلات الفائدة، يمكن أن يشهد الذهب والفضة تراجعاً بسيطاً بسبب تحول المستثمرين للأصول ذات العائد الأعلى.

الجدول يوضح تطورات أسعار الذهب والفضة