«وداع غير متوقع» في ريال مدريد… والنجم التركي يسرق الأضواء

في مشهدٍ يحمل من الرمزية بقدر ما يحمل من الجرأة، قرر نادي ريال مدريد عدم تجديد عقد نجم وسطه المخضرم لوكا مودريتش، لينهي بذلك فصلًا طويلًا من العطاء، ويفتح صفحة جديدة عنوانها: الشباب أولاً.

القرار، وإن بدا قاسيًا على مشجعي الفريق، لم يكن وليد اللحظة. بل هو تتويج لتحوّل استراتيجي بدأ النادي في رسم معالمه منذ بداية الموسم، حيث أخذ اسم الدولي التركي الشاب أردا غولر يبرز شيئًا فشيئًا داخل دوائر النقاش الفني والإداري في “البرنابيو”.

بحسب مصادر مقربة من الإدارة، فإن ريال مدريد يرى في غولر – إلى جانب أسماء واعدة مثل نيكو باز – اللبنة الأساسية لبناء وسط المستقبل، وسط رغبة واضحة في تسريع عملية التجديد وإعادة تشكيل العمود الفقري للفريق.

ولم تكن هذه الرؤية بعيدة عن ملاحظات المدرب كارلو أنشيلوتي، الذي منح غولر فرصة الظهور أساسيًا في ثلاث مواجهات حاسمة، أمام كل من سيلتا فيغو، خيتافي، وبرشلونة، حيث قدّم اللاعب التركي أداءً لافتًا، تُوّج بهدف جميل في مباراة سيلتا، أظهر فيه جرأة الموهبة وحسّ صانع الألعاب الحقيقي.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل حان الوقت حقًا لوداع مودريتش؟
في نظر الإدارة، الإجابة نعم. فاستمرار النجم الكرواتي، رغم قيمته الكبيرة وخبرته، قد يُبطئ مسار تطور بعض اللاعبين الشباب، لا سيما إدواردو كامافينغا، الذي لا يزال يبحث عن ثبات تكتيكي، وأردا غولر نفسه، الذي لم يحصل بعد على ما يكفي من الدقائق (1683 دقيقة فقط طيلة الموسم).

أنشيلوتي علّق على تطور اللاعب التركي قائلًا:

“أردا يملك موهبة خاصة، أعتقد أنه سيكون لاعبًا مهمًا للغاية في مستقبل ريال مدريد. قلّة هم من يملكون هذه الجودة في خط الوسط.”

الأنظار الآن تتجه نحو المستقبل، حيث تشير التقارير إلى اقتراب تشابي ألونسو من تولي مهام القيادة الفنية للفريق، في خطوة قد تحمل في طيّاتها الكثير من التحديات… والفرص. ومع رحيل مودريتش، يُتوقع أن يحصل غولر على دور محوري، لا كبديل، بل كركيزة فنية لخط الوسط الجديد.

وهكذا، بينما يُسدل الستار على إحدى أعظم قصص العطاء في تاريخ النادي الملكي، يُفتح الستار على حكاية جديدة…
بطلاها: الموهبة، والجرأة.
أما اسمهما هذه المرة… فأردا غولر.