«قسمها بسهولة» شروط الأضحية وأهم المعايير الشرعية لاختيارها

شروط الأضحية من الأمور التي تحظى باهتمام كبير مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، فالالتزام بالشروط الشرعية صار قضية محورية تقرب المسلم من الله، وتحقق المعاني العظيمة التي جاء بها الإسلام في شعيرة الأضحية، حيث تنبع الشعيرة من السنة النبوية وأوامر الله في القرآن الكريم، ومن بين تلك الشروط أن تكون الأضحية سليمة وخالية من العيوب، إلى جانب ضرورة تقسيمها بشكل عادل إلى ثلاث أثلاث.

شروط الأضحية الشرعية

لضمان صحة الأضحية شرعًا، يجب الالتزام بمجموعة من المعايير التي تمثل أساسًا في قبول العمل، وهذه الشروط تتضمن:

• أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام كالخراف والبقر والإبل، حيث قال الله تعالى: “وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ”.
• التأكد من بلوغ الأضحية السن الشرعي المقرر؛ أي أن تكون جذعة من الضأن أو ثنية من غيره؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن”.
• ألّا تحتوي الأضحية على أي عيوب تمنعها شرعاً، مثل العمى الكلي أو المرض الظاهر.
• أن تكون مملوكة للذابح، ولا يصح تقديم أضحية مغصوبة أو مسروقة.
• أن يتجنب المضحي قص شعره أو أظفاره عند دخوله شهر ذو الحجة حتى يتم نحر الأضحية.
• أن يتم ذبح الأضحية خلال الفترة ما بين صلاة عيد الأضحى إلى غروب شمس الثالث عشر من ذي الحجة.

كيفية تقسيم الأضحية

عملية تقسيم الأضحية تأتي لتبرز الحكمة الشرعية منها، حيث يُفضل تقسيمها إلى ثلاثة أقسام متساوية لتلبية احتياجات الجميع، وشروط الأضحية تستدعي توزيعًا عادلًا يتمثل في الآتي:

• الثلث الأول: مخصص للفقراء والمحتاجين؛ تقديمًا للإحسان والإعانة.
• الثلث الثاني: يتم توزيعه على الأقارب والأصدقاء لتحقيق روح المشاركة والتراحم.
• الثلث الثالث: يحتفظ به المضحي لأهل بيته.

كما يُنصح بأن يشارك المضحي بنفسه في توزيع الأضحية على المستحقين لتأكيد مشاعر التضامن والإنسانية، ولتسهيل ذلك، يمكن تقطيعها إلى أجزاء صغيرة تسهّل التوزيع دون هدر أو ضياع.

النصائح المهمة عند اختيار وذبح الأضحية

لتجنب المشكلات وضمان الالتزام بشروط الأضحية، يجب مراعاة عدد من النصائح عند شرائها وعند عملية الذبح:

• اختيار الأضحية من مصادر موثوقة أو أسواق معتمدة.
• فحص الأضحية جيداً قبل الشراء للتأكد من خلوها من الأمراض أو العيوب.
• التزام الأماكن المعدة خصيصًا لعملية الذبح حفاظًا على النظافة العامة والصحة.
• استقبال القبلة عند الذبح والتسمية والتكبير أثناء العملية.
• ضرورة التأكد من زهوق النفس تمامًا قبل البدء في عملية السلخ.
• عدم ذبح الأضحية بحضور أضحية أخرى أو استخدام وسائل غير شرعية.

الأخطاء التي تبطل الأضحية

هناك حالات عدة يمكن أن تبطل فيها الأضحية وتجعلها غير مقبولة شرعًا، ومن أبرزها:

• الأضحية التي تعاني من مرض مميت أو عيب ظاهر مثل العمى.
• الأضحية التي أكلت فوق طاقتها حتى أصيبت بالتخمة.
• الأضحية التي تعرضت لحادث منعها من القدرة على الوقوف أو المشي.

يتضح أن الالتزام بشروط الأضحية ومعاييرها الشرعية يعد جزءًا لا يتجزأ من شعائر عيد الأضحى المبارك، ويعبّر عن التزام المسلم بتعاليم الدين وحرصه على نيل الأجر الكامل.