«جدل واسع» نبيلة مكرم تتصدر مواقع التواصل بسبب تصريحات عن ابنها

تصريحات السفيرة نبيلة مكرم عبيد، وزيرة الهجرة السابقة، عن وضع ابنها رامي الذي يخضع حاليًا للمحاكمة في الولايات المتحدة، أثارت جدلًا كبيرًا وانقسامًا على مواقع التواصل الاجتماعي. فقد تحدثت بشأن معاناته من مرض نفسي وارتباطه بجريمة طعن، وهو الأمر الذي دفعها إلى إنشاء مؤسسة “فاهم” لزيادة الوعي حول الأمراض النفسية وصمة العار المرتبطة بها، كان ذلك محركًا رئيسيًا للنقاش الذي شغل الرأي العام.

تصريحات وزيرة الهجرة السابقة عن مرض ابنها النفسي

أوضحت نبيلة مكرم أن مرض ابنها النفسي لم يُكتشف إلا في عام 2021، وقد شكل هذا الحدث نقطة تحول في حياتها، حيث قررت إنشاء مؤسسة تحمل اسم “فاهم” بهدف كسر الحواجز الاجتماعية والتوعية بأهمية الأمراض النفسية، وقد أثارت تصريحاتها خلال مقابلة عبر منصة “DMC Plus” جدلًا واسعًا بين مؤيد ومعارض. المتابعون عبر منصات التواصل الاجتماعي انقسموا؛ فالبعض تعاطف معها كأم تعاني ظروفًا شديدة الصعوبة، بينما عدّ آخرون تصريحاتها تبريرًا غير مقبول لجريمة.

تفاصيل قضية ابن وزيرة الهجرة السابقة

تعود أحداث القضية إلى أبريل 2022، حيث اُتهم رامي، المولود عام 1996، بجريمة طعن أودت بحياة زميل وشخص آخر كان يقيم معه في شقة بأمريكا، وأوضحت مكرم أن ابنها يعيش مأساة إنسانية صعبة، فهو لم يكن يصدق نفسه أنه ارتكب ذلك، وكان يشعر بالذنب الكبير. ذكرت الوزيرة السابقة أنها، رغم حبها لابنها، فكرت بقوة في الضحايا وأمهاتهم، ليظل هذا الحدث المأساوي محورًا رئيسيًا في قصتها مع ابنها.

السجن والتعلم: قصة نبيلة مكرم مع ابنها

عبرت نبيلة مكرم عن تجربتها في السجن مع ابنها، حيث قررت أن تعلمه اللغة العربية عن بُعد ليكون مستعدًا للتواصل مع المجتمع المصري بعد عودته من محبسه، وقد استخدمت أعمال الأديب نجيب محفوظ لتعليم اللغة، مثل رواية “كفاح طيبة”، واستغرق تعلم الكلمات والمفردات فترات طويلة جدًا. أشارت إلى أن تعلم اللغة كان وسيلة لخلق رابط جديد معه، وقالت إنها تولت دور المعلمة واتبعت طريقة مبتكرة عبر هاتف السجن لتحقيق ذلك.

دروس الحياة من الابتلاء وتأليف كتاب

أثناء محنة السجن، استطاع رامي أن يواجه التحديات بطريقة فريدة، حيث شرع في تأليف كتاب يحمل 99 مقولة مستوحاة من تجربته لمساعدة الأشخاص فاقدي الأمل. وعندما سُئلت والدته عن سبب الرقم 99، أوضحت أنه يرمز لرقمه داخل السجن، مبينة أن الكتاب سيتضمن أقوالًا عن الشجاعة والإيمان مستوحاة من الواقع. أشارت أيضًا إلى أن دار نشر “نهضة مصر” ستقوم بنشر هذا العمل الذي يمثل نافذة جديدة تحمل الأمل.

مشروع تحويل المقولات إلى رسائل أمل

أعلنت مكرم أن نجلها لم يقتصر على تأليف الكتاب فقط، بل قررت طباعة تلك المقولات على قمصان تحمل موظفي الأمل للشباب، مؤكدة أن الظروف الصعبة التي مرت بها قابلتها بالعمل الدؤوب لإفادة المجتمع. هذا المشروع يُعد امتدادًا للمبادرة الإنسانية التي أطلقتها لمساعدة من يعانون من اضطرابات نفسية.

يمكن اعتبار قصة نبيلة مكرم مؤشرًا على أهمية النقاش المفتوح حول الصحة النفسية، حيث تحولت المأساة الشخصية إلى فرصة لتحفيز الأمل ونشر الوعي، وذلك عبر جهود مختلفة من نشر الكتب إلى تأسيس مبادرات توعوية تثقف المجتمع بأهمية الأمراض النفسية بعدما كانت موضع خجل وصمت اجتماعي طويل.