«قفزة جديدة» الذهب يرتفع 2% هذا الأسبوع فهل تستمر المكاسب المقبلة

جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توتر العلاقات التجارية مؤخرًا مهددًا بفرض رسوم جمركية مرتفعة تصل إلى 50% على جميع السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، هذا التوجه يثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل العلاقة التجارية بين الجانبين، بالإضافة إلى تهديده بفرض ضريبة استيراد مرتفعة على هواتف آيفون غير المصنعة محليًا، مما يزيد من تعقيد التحديات الاقتصادية العالمية.

توترت العلاقات الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي

يتضح أن ترامب يركز على ملفات شائكة في العلاقات التجارية العالمية، فما أعلنه من فرض رسوم جمركية الشهر الماضي بنسبة 20% على غالبية المنتجات الأوروبية قد أُعيد النظر فيه، حيث خفف النسبة بشكل مؤقت حتى فرصة تجديد المحادثات مع الأوروبيين، ولكن التهديد الأخير بتطبيق رسوم تصل إلى 50% يعكس وجود توترات حقيقية في المفاوضات، من جهة أخرى، لم يسجل الاتحاد الأوروبي ردود فعل رسمية سريعة، ويتبنّى غالبًا نهجًا هادئًا في التعامل مع تلك التهديدات.

وفقًا لرؤى المحللين، فإن هذه التهديدات قد لا تُترجم فورًا إلى واقع عملي، بل تستخدم كورقة ضغط على المفاوضات، فبحسب أحد الخبراء من مركز الإصلاح الأوروبي، يمكن اعتبار هذه التصريحات بيانات ضغط تهدف إلى الحصول على مزيد من التنازلات من الجانب الأوروبي، ومع ذلك، يبقى الاتحاد الأوروبي ثابتًا على موقفه من حيث الالتزام باتفاقيات التجارة الدولية والعمل وفق أطر محددة.

انخفاض شديد في البورصات والأسواق العالمية

شهدت الأسواق المالية العالمية اضطرابات نتيجة لهذه التصريحات، حيث انخفضت المؤشرات بشكل ملحوظ، إذ خسر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 حوالي 1% من قيمته، أما المؤشرات الأوروبية مثل داكس الألماني وكاك 40 الفرنسي سجلت انخفاضًا يزيد عن 1.5%، إلى جانب انخفاض أسهم شركة آبل، رغم أنها كانت بمنأى عن رسوم ترامب السابقة؛ هذا التراجع يعكس قلق الشركات والمستثمرين من آثار مثل هذه السياسات على حركة التجارة بين الدول الكبرى.

موقف الاتحاد الأوروبي أمام السياسات التجارية الأمريكية

يعد الاتحاد الأوروبي شريكًا تجاريًا رئيسيًا للولايات المتحدة، حيث وصلت قيمة التبادلات التجارية بينهما لأكثر من 600 مليار دولار مؤخرًا، وبالرغم من شكاوى ترامب حول عدم تكافؤ التبادل التجاري، فإن الاستجابة الأوروبية للتهديدات لم تتغير بشكل كبير، بل جاءت تصريحات قادة الاتحاد واضحة بشأن الالتزام بالمنهج التفاوضي المعتدل مع استعدادهم لاتخاذ تدابير مضادة عند الضرورة.

تهديدات ترامب وتأثيرها على صناعة التكنولوجيا

من بين النقاط الجدلية الرئيسية، جاء تهديد فرض رسوم على هواتف آيفون غير المصنعة في أمريكا، مما يعكس ضغوط ترامب المتزايدة على الشركات التكنولوجية لإعادة توطين عمليات التصنيع داخل الولايات المتحدة، ومع ذلك، تواجه شركة آبل تحديات جمة نتيجة اعتمادها على بنى تحتية تصنيع خارجية في بلدان مثل الصين والهند وفيتنام، حيث تأتي هذه البلدان بتكاليف إنتاج أقل مقارنة بالتصنيع الأمريكي، رغم محاولات ترامب المستمرة لجذب استثمارات الشركات نحو السوق المحلي.

القرارات التجارية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي

ما يثير القلق هو تأثير هذه القرارات الأحادية على الاقتصاد العالمي، فرفع الرسوم الجمركية من شأنه أن يعزز تكلفة تداول السلع بين الاقتصادات الكبيرة مما يؤدي إلى إضرار بالأنشطة التجارية لشركات كبرى، إلى جانب تعميق الأزمات الاقتصادية للدول الصغيرة التي تعتمد على بنية تصدير مفتوحة؛ بالإضافة إلى ذلك، يزيد هذا الاحتقان الاقتصادي الضغط على البلدان النامية التي تسعى لتوسيع أسواقها الدولية وسط تحديات المنافسة الأمريكية الأوروبية.