«عاجل الآن» أسعار الذهب ترتفع عالميًا 2.1 بالمئة بسبب تهديدات الرسوم الجمركية

شهد الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار عالميًا خلال تعاملات يوم الجمعة الموافق 23 مايو 2025، حيث قفزت أسعاره بنسبة 2.1%، ما جعله يقترب من تحقيق مكاسب أسبوعية تُقدر بـ5%، وقد جاءت هذه القفزة نتيجة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تهديدات جديدة بفرض رسوم جمركية واسعة وشاملة على الاتحاد الأوروبي وشركة أبل، مما زاد من ثقة المستثمرين في الأصول الآمنة مثل الذهب.

ارتفاع أسعار الذهب عالميًا بسبب تهديدات الرسوم الجمركية

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطط لفرض تعريفات جمركية قد تصل إلى 50% على واردات الاتحاد الأوروبي، بدءًا من الأول من يونيو، وبرر ذلك بفشل المناقشات التجارية بين الجانبين في تحقيق أي تقدم ملموس، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث أكد تهديداته لشركة أبل بفرض رسوم بنسبة لا تقل عن 25% إذا لم تنقل عمليات تصنيع هواتف آيفون إلى داخل الولايات المتحدة، هذه التهديدات رفعت من المخاوف الاقتصادية، ودعمت الإقبال على الذهب باعتباره أحد أبرز الملاذات الآمنة.
وقد جاءت هذه التطورات وسط تصعيد في النزاعات التجارية العالمية، والتي دفعت المستثمرين لتجنب الأصول ذات المخاطرة العالية، ما ساهم بشكل كبير في زيادة الطلب على المعدن النفيس؛ حيث يبحث السوق دائمًا عن الاستقرار في الأوقات الاقتصادية المضطربة.

الذهب يحقق مكاسب استثنائية بنسبة 25% هذا العام

حقق الذهب مكاسب بارزة خلال العام الجاري بلغت 25%، ليصبح على بُعد 150 دولارًا فقط من تحقيق مستويات قياسية جديدة لم يشهدها منذ الشهر الماضي، يأتي هذا النشاط الإيجابي نتيجة تأثير الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة على الأسواق العالمية، والتي نتج عنها تراجع ثقة المستثمرين في الأسهم العالمية المرتبطة بالتجارة، وبالمقابل ارتفعت جاذبية الذهب بوصفه وسيلة للتحوط ضد المخاطر المالية والاقتصادية.
ويعد الوضع المالي للحكومة الأمريكية من العوامل المؤثرة على الطلب المتزايد للذهب، خصوصًا بعد قرار وكالة موديز بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة مع تصاعد القلق بشأن عجز الموازنة، والذي يعزوه الكثيرون إلى السياسات الضريبية الجديدة التي أطلقها الرئيس ترامب؛ مما يجعل من الذهب ملاذًا لا غنى عنه لحماية قيمة الأموال في ظل هذه التحديات.

تأثير العوائد الأمريكية على أسعار الذهب

رغم ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات لتصل إلى نحو 4.5% خلال الأسبوع، وهو ما يُفترض أن يشكل ضغطًا سلبيًا على الذهب نظرًا لأنه لا يوفر عوائد مباشرة، إلا أن تأثير هذه العلاقة التقليدية قد شهد ضعفًا خلال الفترة الأخيرة، فقد تجاوز المستثمرون العوائد المرتفعة إلى التركيز بشكل أكبر على الأصول الآمنة في ظل القلق المستمر بشأن الاقتصاد العالمي.
وقد ساعد ذلك الذهب على مقاومة تداعيات ارتفاع العوائد وزيادة الطلب عليه حتى في ظل انخفاض جاذبيته مقارنة بأدوات استثمارية أخرى، ويظهر هذا التحول في سلوك المستثمرين رغبة دائمة في تحقيق استقرار بأموالهم بعيدًا عن التقلبات الاقتصادية.