«تهديدات ترامب» الأسهم الأوروبية تتراجع وآبل تواجه خطر الرسوم التجارية

تراجعت الأسهم الأوروبية بشكل ملحوظ اليوم، متأثرة بالتهديدات الجمركية الجديدة التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي أشعلت مخاوف حول تصاعد النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مما أعاد إلى الواجهة أجواء الحروب التجارية القديمة، وقد امتدت هذه التهديدات لتشمل شركة التكنولوجيا العملاقة “آبل”، ما زاد من حدة القلق في الأسواق المالية العالمية.

تأثير السياسات الحمائية على الأسواق الأوروبية

أدت تصريحات ترامب الأخيرة إلى تراجع كبير في مؤشرات الأسهم الأوروبية، حيث سجل مؤشر “ستوكس 600” تراجعًا بنسبة 1.9%، في حين تكبدت شركات التكنولوجيا خسائر أكبر بلغت 2.2%، وتأتي هذه الانخفاضات في ظل تجدد المخاوف من السياسات الاقتصادية الحمائية التي تهدد صادرات السلع الأوروبية مثل المنتجات الفاخرة والأدوية والتقنيات المتقدمة، وقد اقترح ترامب فرض رسوم بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي اعتبارًا من بداية يونيو، مما أثار قلقاً واسعاً بشأن مستقبل الشركات الأوروبية في الأسواق العالمية.

شركة آبل في مرمى التصعيد التجاري

لم تتوقف التهديدات الأمريكية عند الأطراف الأوروبية فقط، بل شملت كذلك شركة “آبل”، إذ أشار ترامب إلى احتمال فرض رسوم بنسبة 25% على أجهزة “آيفون” المصنعة خارج الولايات المتحدة، مما قد يؤثر سلبًا على مبيعات الشركة في السوق الأمريكي، ويرى المراقبون أن هذه التهديدات قد تزيد من الضغوط على شركات التكنولوجيا الكبرى التي تعتمد على سلاسل التوريد العالمية، فضلاً عن تأثيرها المحتمل على الأسواق الأخرى المتأثرة بشكل مباشر بسياسات التجارة الأمريكية.

تأثير السياسات النقدية على الاقتصاد العالمي

أثرت هذه التحركات الأمريكية في السياسات النقدية الأوروبية، حيث يتوقع محللون أن تعجل التوترات الاقتصادية المرتبطة بالرسوم الجمركية بخفض البنك المركزي الأوروبي لسعر الفائدة على الودائع إلى مستويات تصل إلى 1.60% بحلول ديسمبر، مقارنة بـ1.72% في السابق، كما شهدت عائدات السندات الحكومية الأوروبية انخفاضاً جراء ازدياد القلق العالمي حول مستويات الدين العام، خاصة بعد إقرار قانون الإنفاق والضرائب الأمريكي الجديد.

سيناريوهات محتملة لتأثير النزاع التجاري

تخشى الأسواق من أن تؤدي سياسات الرسوم الجمركية المرتفعة إلى إعادة الاقتصاد العالمي إلى دائرة التباطؤ الاقتصادي، وتشير تقديرات إلى أن تصاعد النزاعات التجارية قد يسبب ركودًا تضخميًا مع ارتفاع الأسعار وتباطؤ النمو في آن واحد، ومن بين التهديدات الرئيسية احتمال تأثير الرسوم الجمركية على سلاسل الإمداد العالمية وزيادة التكاليف على الشركات والمستهلكين، مما سيخلق تحديات إضافية أمام البنوك المركزية في محاولتها لتحقيق التوازن المالي.

التحديات الاقتصادية والتجارية العالمية

تعيش الأسواق العالمية حالة من الترقب الحذر بسبب التغيرات الكبيرة التي يشهدها الاقتصاد العالمي نتيجة التحالفات التجارية المتقلبة وتغير الأولويات الاقتصادية بين الدول الكبرى، ولم تعد التوترات التجارية مقتصرة على القرارات السياسية، بل أصبحت تتركز على أدوات الاقتصاد نفسها مثل السياسات النقدية والرسوم الجمركية، مما يعيد صياغة مشهد التجارة العالمي بطريقة قد تؤثر على كافة الأطراف الفاعلة.