إن التحدي الكبير الذي تواجهه السلطة الحاكمة في العاصمة السورية دمشق يتمثل في قدرتها على تأسيس جيش وطني محترف وقوي، حيث تشير المعطيات إلى أن هذه المهمة تعد شديدة التعقيد، نظراً لأوجه الشبه بين الوضع في سوريا من جهة وما حدث في دول كالصومال والعراق وليبيا واليمن من جهة أخرى، حيث واجهت هذه الدول عقبات كبرى في إعادة تكوين جيوشها، ما يجعل تصريحات الرئيس السوري أحمد الشرع حول إنشاء “جيش وطني محترف” أشبه بالتطلعات الصعبة المنال.
الصعوبات والعقبات أمام تأسيس جيش سوري وطني محترف
في السنوات الأخيرة، عملت عشرات الفصائل المسلحة في شمال وشمال غرب سوريا، حيث تجاوز عددها 60 فصيلاً، وتفاوتت ولاءاتها وأهدافها بشكل كبير، أكثر من نصف هذه الفصائل تتعاون تحت مظلة “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، الذي يضم ما لا يقل عن 70 إلى 80 ألف مقاتل، ومهمته الأساسية التصدي لقوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل العرقية الكردية مكوناً رئيسياً فيها، على الجانب الآخر، توجد فصائل عملت بطرق مستقلة أو ضمن تحالفات مؤقتة لتحقيق أهداف عسكرية، ما يعكس الاختلافات المذهبية والأيديولوجية بين تلك الفصائل.
لكن العقبة الكبرى التي تعيق تأسيس جيش وطني سوري حقيقي تتمثل في وجود جماعات متطرفة أجنبية ضمن تلك الفصائل، وهو ما يزيد من صعوبة دمجها في أي كيان عسكري موحد، حيث تطالب الجهات الدولية بضرورة إخراج هذه الجماعات الأجنبية من سوريا بشكل كامل ومنعها من شغل أي مواقع قيادية داخل الجيش الجديد، هذا المطلب يعد شرطًا أساسيًا للحصول على اعتراف دولي بالحكومة السورية الجديدة ورفع العقوبات الدولية التي تعرقل جهود إعادة إعمار البلاد.
خطوات قد تسهم في تأسيس جيش جديد
لتحقيق الهدف الطموح بتشكيل جيش سوري وطني، يتعين اتخاذ خطوات مدروسة وشاملة تشمل النقاط التالية:
- حل جميع الكيانات العسكرية والفصائل المسلحة، بغض النظر عن انتماءاتها، وتجريدها من أسلحتها.
- دمج المقاتلين الراغبين في الانضمام إلى الجيش الجديد بعد إجراء اختبارات أهلية دقيقة.
- توفير برامج تدريبية لإعادة تأهيل هؤلاء المقاتلين وفق معايير مهنية وعقائدية جديدة.
- إبعاد القيادات التي لديها توجهات متطرفة أو علاقات مع جهات خارجية مشبوهة.
وعلى الرغم من أن هيئة تحرير الشام من المحتمل أن تكون أول الفصائل التي تعلن عن حل نفسها، إلا أن العديد من التحديات لا تزال تواجه تحقيق التكامل المنشود في إطار مؤسسة عسكرية وطنية.
مدى إمكانية نجاح المبادرة
تواجه السلطة الحاكمة في دمشق تحديات متعددة في مسعاها لتأسيس جيش محترف، بدءًا من الصراعات الداخلية بين الفصائل المسلحة، مرورًا بالتحديات الإيدولوجية، وصولاً إلى العقبات السياسية الدولية، إذ يعد التعاون مع القوى الإقليمية والدولية أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق هذا الهدف، ومن ناحية أخرى، فإن تحقيق وحدة وطنية حقيقية بين السوريين يعد عاملاً حاسماً لنجاح هذه المبادرة.
الجيش الوطني السوري الجديد لن يكون مجرد منظمة عسكرية، بل يجب أن يكون مؤسسة تمثل الوحدة الوطنية، وتضم كل الأطياف المختلفة للوطن، ومع ذلك، تبقى المهمة صعبة ومحفوفة بالكثير من العقبات التي تتطلب تضافر الجهود المحلية والدولية.
«قمة السلة» الأهلي والزمالك من يحجز بطاقة النهائي بدوري السوبر
تعادل سلبي بين الأهلي وبيراميدز في أول 15 دقيقة بالدوري المصري.. تفاصيل
عيوب مثيرة للجدل في هاتف HONOR 400 Pro الجديد بعد طرحه في الأسواق المصرية والسعودية وأسعاره الرسمية
«أسبوع الحسم».. الزمالك يستعد بخطة لإنقاذ موسم صفقاته الجديدة 2025
الأهلي يقرر عودة أحمد عابدين رسميًا استعدادًا للموسم الجديد
«مباشر الآن» القنوات الناقلة لمباراة مصر وزامبيا في أمم أفريقيا للشباب
«موعد ناري».. مباراة الأهلي وسيراميكا في الدوري الممتاز 2025 تنتظركم