«اتهام رسمي» جامعة كولومبيا تواجه انتقادات بشأن حقوق الطلاب اليهود

قالت تقارير صحفية إن إدارة ترامب اتهمت جامعة كولومبيا بانتهاك الحقوق المدنية للطلاب اليهود، وجاءت هذه الاتهامات بسبب ما وصفته بتجاهل متعمد من الجامعة لمضايقات طالت هذه الفئة من الطلاب داخل الحرم الجامعي، وتعتبر هذه القضية جزءًا من سلسلة طويلة من الانتقادات التي وجهتها إدارة ترامب لبعض الجامعات النخبة في الولايات المتحدة، بدعوى تعزيزها لما تسميه “معاداة السامية”، كما أُرفقت هذه الاتهامات بإجراءات اقتصادية صارمة أثرت على التمويل الحكومي المقدم لهذه الجامعات.

إدارة ترامب واتهام جامعة كولومبيا بانتهاك الحقوق المدنية للطلاب اليهود

بحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن هذه الاتهامات تأتي ضمن محاولات إدارة ترامب لتغيير طبيعة التعليم الجامعي في الولايات المتحدة، خصوصًا في الجامعات المرموقة مثل كولومبيا وهارفارد، وتهدف هذه المحاولات إلى تقليل التأثير الأيديولوجي الذي يبدو أنه يثير قلق الحكومة الفيدرالية، من خلال فرض قيود مالية؛ حيث سبق أن جمدت الإدارة منحًا وعقودًا بمئات الملايين من الدولارات لجامعة كولومبيا وحدها، مدعية أن هذه الخطوات قد تمنع الجامعات من تجاهل قضايا المضايقات والتحريض.

تفاصيل الإجراءات ضد جامعة كولومبيا

الإعلان عن اتهام جامعة كولومبيا بانتهاك الحقوق المدنية يوحي بأن الحكومة قد تتخذ خطوات إضافية، رغم أن الجامعة، وفقًا للصحيفة، تُظهر امتثالًا نسبيًا لمتطلبات إدارة ترامب في مكافحة التمييز والتحرش، وتعني هذه الإجراءات أن الجامعة قد تواجه عواقب مالية أخرى أكثر تأثيرًا، ما لم تظهر التزامًا صارمًا بمعايير الحوكمة والتوازن الأكاديمي المطلوب، وهذا لا يقتصر على كولومبيا فقط، بل يمتد ليشمل جامعات أخرى مثل هارفارد، التي تواجه صراعًا مماثلًا مع الحكومة.

جامعة هارفارد تواجه تضييقات مشابهة

إضافة إلى قضية جامعة كولومبيا، فقد أعلنت إدارة ترامب إجراءات جديدة ضد جامعة هارفارد، منها تقييد قدرتها على تسجيل الطلاب الدوليين، الذين يمثلون نسبة كبيرة من طلابها، ويؤثر هذا القرار مباشرة على الأوضاع المالية للجامعة، نظرًا لأن الطلاب الدوليين غالبًا ما يدفعون الرسوم كاملة، بجانب ذلك، قامت الحكومة بتجميد مبالغ طائلة موجهة إلى هارفارد، مما أدى إلى رفع الجامعة دعوى قضائية ضد الإدارة لاستعادة حقوقها المالية وشروط القبول المتفق عليها.

ردود فعل الجامعات والمؤسسات الأكاديمية

جامعة كولومبيا، من جانبها، أكدت التزامها بالعمل مع الحكومة الأمريكية لمعالجة قضايا التحرش والتمييز، مشيرة إلى أن نقاشاتها مع الحكومة ما تزال مستمرة للوصول إلى حلول عادلة، بينما أبدت العديد من المؤسسات الأكاديمية تخوفًا من تأثير هذه السياسة على الحرية الأكاديمية التي تشكل أساس التعليم العالي في الولايات المتحدة، ويرى بعض مدراء الجامعات أن مثل هذه الإجراءات قد تكون ذات تبعات طويلة الأمد على استقلالية وإدارة الحرم الجامعي.

تأثير الخطوات الحكومية على مستقبل التعليم الجامعي

تفتح هذه الاتهامات والانقسامات الباب أمام تساؤلات كثيرة حول مستقبل التعليم في الجامعات الأمريكية، خصوصًا النخبوية منها، حيث تعتمد هذه الجامعات بشكل كبير على التمويلات الحكومية ومنح البحوث، وإذا استمرت هذه الضغوط، فقد تضطر الجامعات إلى تغيير سياساتها أو البحث عن موارد مالية بديلة لمواصلة عملها وتوفير بيئة تعليمية متوازنة، مما قد يؤثر على جودة التعليم وفرص البحث العلمي المقدمة للطلاب والباحثين.