«تصعيد جديد» الذهب يرتفع مع تهديد ترامب برسوم جمركية تستهدف أوروبا

ارتفعت أسعار الذهب اليوم عقب إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن توصيته بفرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على واردات الاتحاد الأوروبي بدءًا من الأول من يونيو، حيث انتشرت حالة من القلق في الأسواق العالمية، مما دفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة كأحد الحلول لمواجهة هذه التحديات الاقتصادية، وقد انعكس ذلك بشكل مباشر على أداء العقود الآجلة للذهب.

أسعار الذهب تحقق مكاسب كبيرة بفضل التوترات التجارية

شهدت أسعار الذهب قفزة ملحوظة خلال الأيام الأخيرة، حيث ارتفعت العقود الآجلة بنسبة 1.7% ووصلت إلى 3,350.60 دولار للأونصة، وذلك وسط توقعات بتحقيق مكاسب أسبوعية تزيد عن 4%، هذه القفزة في الأسعار جاءت نتيجة عدة عوامل، منها الإعلان المفاجئ من الرئيس الأميركي عن خطط لفرض رسوم جمركية كبيرة على المنتجات الأوروبية، مما أحدث حالة من التوتر دفعت المستثمرين إلى البحث عن الملاذات الآمنة مثل الذهب.

ترامب والرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي

في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، أكد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عبر منصة التواصل الاجتماعي «تروث سوشيال» توصيته بفرض رسوم جمركية قدرها 50% على واردات الاتحاد الأوروبي، وفقًا لتصريحاته، اتهم بروكسل بالتسبب في تعقيد المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن تسبب هذه الخطوة تأثيرات كبيرة على التدفقات التجارية بين الطرفين، مما زاد من حالة الترقب في الأسواق الاقتصادية العالمية.

أهمية الذهب كملاذ آمن في الأوقات الصعبة

لطالما اعتُبر الذهب واحدًا من أهم الملاذات الآمنة، خاصة خلال فترات التوتر الجيوسياسي أو الاقتصادي، ومع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فضلًا عن المخاوف من تدهور الوضع المالي، زادت شهية المستثمرين للاستثمار في الذهب، وتلقى المعدن الأصفر دعمًا إضافيًا من تراجع الدولار الأميركي بجانب توقعات بأوضاع اقتصادية غير مستقرة في الولايات المتحدة، مما عزز ارتفاع الطلب عليه.

التحليلات الاقتصادية تسلط الضوء على المخاطر

أشار محلل الأسواق المالية فؤاد رزق زاده إلى أن المشهد المالي في الولايات المتحدة قد يشهد المزيد من التقلبات، بسبب غياب أي تغييرات جذرية في السياسة المالية الأميركية، مع استمرار ارتفاع وتيرة العجز المالي وارتفاع تكاليف الاقتراض بشكل ملحوظ، وتعكس هذه السيناريوهات أن الوضع الراهن في الولايات المتحدة قد يكون دافعًا إضافيًا لتذبذب الأسواق، ما يدفع المزيد من الأفراد والشركات نحو الذهب كحل آمن.

النظرة المستقبلية لأسعار الذهب

من المتوقع أن تستمر أسعار الذهب في الارتفاع، بالنظر إلى استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتراجع الدولار الأميركي إلى جانب المشكلات المالية التي تواجهها واشنطن، وتبقى هذه العوامل مجتمعة دوافع رئيسية قد تضيف المزيد من الزخم إلى سوق الذهب في الفترة المقبلة، خصوصًا مع توجه المستثمرين إلى اتخاذ قرارات استثمارية بعيدة عن المخاطر.