«تيسيرات ضريبية» تنمية الثروة الحيوانية تحتاج دعم مصانع الأعلاف بشكل أكبر

أشارت جمعية خبراء الضرائب المصرية إلى أن ارتفاع أسعار اللحوم مع اقتراب عيد الأضحى المبارك يعد نتيجة طبيعية لنقص الثروة الحيوانية في مصر، حيث تسعى الدولة جاهدة لتنمية الثروة الحيوانية عبر خطط تهدف إلى زيادة نسبة الاكتفاء الذاتي، وتقليل الاستيراد، وزيادة نصيب الفرد من اللحوم الحمراء سنويًا، غير أن ذلك يتطلب تقديم تسهيلات ضريبية لمصانع الأعلاف لمعالجة الاعتماد الكبير على الاستيراد.

تنمية الثروة الحيوانية في مصر

الثروة الحيوانية في مصر تعد إحدى الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني، حيث تسهم بنحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي وتوفر فرص عمل لما يقرب من 10 ملايين مواطن، ومع ذلك فإن ارتفاع أسعار اللحوم أدى إلى انخفاض استهلاك اللحوم الحمراء لدى نحو 90% من الأسر، وفقًا لدراسة أجراها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، كما أسفر هذا الوضع عن خروج أكثر من 30% من القصابين من العمل، بالإضافة إلى تراجع نسبة صغار المربين الذين عزفوا عن تربية المواشي بنسبة تقارب 70%.

تحديات تواجه الثروة الحيوانية

انخفضت أعداد الثروة الحيوانية من 19.9 مليون رأس إلى حوالي 8.1 مليون رأس فقط، الأمر الذي يفسر زيادة واردات اللحوم بنسبة تصل إلى 60% لتلبية الاحتياجات المحلية، وهو ما يكلف الدولة نحو 1.2 مليار دولار سنويًا، ومع احتلال مصر المرتبة 147 عالميًا من حيث استهلاك اللحوم، تنبع التحديات الرئيسية من الاعتماد الكبير على استيراد الأعلاف بنسبة تزيد عن 80%، إلى جانب نقص المراعي الطبيعية، وعشوائية عمل المشروعات الصغيرة، بالإضافة إلى ذبح الإناث في عمر مبكر مما يؤثر على أعداد المواشي بشكل كبير.

الإعفاءات والتيسيرات الضريبية لمصانع الأعلاف

من بين الجهود المبذولة لدعم تنمية الثروة الحيوانية، اتخذت الدولة خطوات مثل إعفاء الأصناف المسجلة ضمن إضافات الأعلاف في وزارة الزراعة من ضريبة القيمة المضافة، وذلك بموجب القانون رقم 3 لسنة 2022، مما خفف من أعباء تكلفة الإنتاج، ومع ذلك، تبقى مصلحة الجمارك الجهة المسؤولة عن تحديد الأصناف المعفاة، مما يستلزم ضرورة وضوح القواعد المنظمة لتلك الإعفاءات لضمان تحقيق الأهداف التنموية.

تحسين السلالات المحلية وزيادة الإنتاج

يشكل تحسين السلالات المحلية للمواشي وإدخال سلالات تتميز بإنتاج عالي من الحليب واللحوم واحدة من الأدوات الرئيسية لمضاعفة الإنتاجية، حيث يمكن أن يساعد ذلك في تحسين جودة الإنتاج وزيادة معدل اللحوم المنتجة سنويًا، بالإضافة إلى الحاجة لتوفير الأمصال لدعم صغار المربين والوحدات البيطرية التي تساعدهم على مواجهة الأمراض، ومن المهم أيضًا تنظيم دورات تدريبية وإرشادية لصغار المربين لاعتماد الوسائل العلمية الحديثة في تربية المواشي.

تحديات مصانع الأعلاف ودورها في تحقيق الاكتفاء الذاتي

يوجد في مصر نحو 100 مصنع أعلاف تغطي أقل من 20% من الاحتياجات المحلية، ومعظمها مشروعات صغيرة تحتاج إلى دعم مالي وتيسيرات ضريبية لتحفيز الإنتاج وتعزيز الاستثمارات، حيث تسهم مصانع الأعلاف بدور رئيسي في تحقيق رؤية مصر 2030 التي تنص على الوصول إلى نسبة اكتفاء ذاتي تبلغ 70% من اللحوم الحمراء، وبالتالي دعم هذه المصانع يمثل حلاً أساسيًا لتقليل الاعتماد على الاستيراد وتحقيق الاستقرار في السوق المحلية.