«تعاون مشترك» الإسكان والثقافة يحولان المدن الجديدة إلى متاحف مفتوحة

في إطار تعزيز الهوية الثقافية والجمالية للمدن المصرية الجديدة، والعمل على تحسين جودة الحياة للمواطنين، تم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية وقطاع الفنون التشكيلية التابع لوزارة الثقافة، يهدف البروتوكول إلى تحويل المدن الجديدة إلى متاحف مفتوحة، تجمع بين الفن الحديث والهوية العمرانية المعاصرة، لتصبح بيئات ملهمة للإبداع ووجهات سياحية وثقافية مميزة.

تحويل المدن الجديدة إلى متاحف مفتوحة

يسعى بروتوكول التعاون إلى دمج الفن بجميع أشكاله في تخطيط المدن الجديدة، حيث تعمل وزارة الإسكان على تطوير المدن لتصبح أكثر من مجرد تجمعات سكنية، بل منصات مدنية تدعم الأبعاد الثقافية والجمالية، هذا التعاون يهدف إلى خلق بيئة حضارية مفعمة بالفن تسهم في تعزيز الهوية البصرية وتقديم إضافة ثقافية جديدة تعكس روح الجمهورية الجديدة، كما يشمل البروتوكول أيضًا استراتيجيات لتحفيز المواطن المصري على التفاعل مع هذه البيئات مما يعزز الوعي الفني والذوق العام.

أبعاد بروتوكول التعاون

البروتوكول يمثل نقلة نوعية في صياغة مفهوم التنمية الحضرية، حيث ينص على تنفيذ أنشطة متعددة مثل إقامة سيمبوزيومات دولية للنحت داخل المدن الجديدة، وتنظيم متاحف جوالة تستعرض التراث المصري والفن المعاصر، بالإضافة إلى تخصيص أماكن لتسويق الصناعات الثقافية والفنية، ويتطلع هذا التعاون إلى استقطاب فنانين عالميين ومصريين لإقامة عروض فنية تفاعلية مفتوحة داخل المدن، بما يزيد من جاذبيتها أمام المستثمرين والمواطنين على حد سواء، كما يعمل على الارتقاء بالقيمة المعمارية والحضارية لهذه المناطق.

دور الفن في تنمية المدن المستقبلية

يتماشى هذا البروتوكول مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، حيث يجمع بين الحداثة واحترام الأصالة، إذ يسعى إلى تحويل المدن الجديدة إلى منصات إبداعية، وتحديدًا باستخدام الفنون كوسيلة فعّالة لتعزيز الجمال البصري وتحسين جودة الحياة، فالفن ليس مجرد وسيلة للتعبير الثقافي، بل ركيزة أساسية لتنمية وتطوير المدن الذكية، هذا التوجه الحديث يسهم في ربط الأجيال القادمة بتراثها الثقافي من خلال دمج العناصر الفنية في المساحات العمرانية المفتوحة لتوفير ذاكرة مكانية مميزة للأجيال.

البعد الاستثماري والثقافي للمدن الجديدة

تعد المدن المتحولة إلى متاحف مفتوحة أداة جذب استثماري فعّال، حيث ترفع من قيمتها التسويقية وتجعلها وجهات حيوية متكاملة تلبي احتياجات السكان بمختلف أطيافهم، كما أن النماذج الفنية الجديدة تجعل من هذه المدن نماذج عالمية تنافس المدن الدولية في جاذبيتها، فضلاً عن تشجيع السياحة الثقافية، بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا البروتوكول يشجع المجتمع المحلي على تقدير الفن وتعزيز التواصل ما بين الأفراد والفنانين من خلال الفعاليات الفنية والثقافية، تحقيقًا لهدف أعمق وهو بناء وعي حضاري لدعم أهداف التنمية المستدامة.

أنشطة مستهدفة ضمن البروتوكول

  • إقامة سيمبوزيوم دولي للنحت في المساحات المفتوحة.
  • تنظيم متحف جوال يستعرض التراث المصري والفن الحديث.
  • تخصيص مساحات لتسويق المنتجات الثقافية والفنية.
  • تنظيم فعاليات وعروض فنية مفتوحة لكافة الفئات العمرية.
  • توجيه الفنانين والمبدعين للمشاركة في مشروعات التعبير الفني داخل المدن.

تضمن هذه البنود بوضوح نقل المدن الجديدة إلى مستوى حضاري يجعلها أيقونات ثقافية تضيف إلى تراث مصر المعماري والثقافي، مما يبرز القوة الناعمة للبلاد أمام العالم.