«تفاصيل هامة» برنامج دعم مربي الماشية وتحسين أوضاع القطيع الوطني في المغرب

تجاوبًا مع التوجيهات الملكية التي تم إصدارها من قبل الملك محمد السادس في المجلس الوزاري بتاريخ 12 مايو 2025، أعلن وزير الفلاحة، أحمد البواري، عن إطلاق البرنامج الوطني لدعم مربي الماشية، الذي يهدف إلى تحسين أوضاع هذا القطاع وإعادة تكوين القطيع الوطني، حيث يركز هذا البرنامج على ضمان الاستدامة والهيكلة في القطاع الحيوي بفضل مسارات متعددة تشمل الجوانب التمويلية والتنظيمية.

البرنامج الوطني لدعم مربي الماشية

يُعتبر البرنامج الوطني لدعم مربي الماشية خطة شاملة تهدف إلى تحسين الصمود الاقتصادي في القطاع الفلاحي، وقد أكد الوزير، خلال ندوة صحفية، أن هذا البرنامج جاء تنفيذاً للتعليمات الملكية وبما يتماشى مع الرؤية الاستراتيجية للنهوض بالعالم القروي، البرنامج يعتمد على العمل بمعايير مهنية وموضوعية تحت إشراف لجان محلية، لضمان تحقيق العدالة والشفافية في توزيعه على المربين، كما يشمل البرنامج عدة محاور تبدأ بإعادة جدولة ديون المربين لتخفيف العبء المالي عنهم وتصل إلى المحطات التقنية والمعالجة الجيدة للقطيع.

إعادة جدولة ديون مربي الماشية

يتضمّن المحور الأول من هذه المبادرة دعمًا ماليًا مباشرًا لحوالي 50 ألف مربي، تصل كلفته إلى 700 مليون درهم، يتمثل هذا الدعم في إلغاء نصف ديون الفلاحين التي تقل عن 100 ألف درهم، وهي الفئة الكبرى من المستفيدين، كما يشمل إلغاء 25% من ديون تتراوح بين 100 ألف و200 ألف درهم، أما بالنسبة لديون تزيد عن 200 ألف درهم فسيتم إعادة جدولتها وإعفاءها من فوائد التأخير، هذا يساهم في تخفيف العبء المالي عن هذه الفئة وتحسين الظروف المحيطة بعملها بشكل فعال.

دعم الأعلاف وتحسين إنتاجية القطيع

يرتكز المحور الثاني على دعم الأعلاف بهدف تقليل تكلفة الإنتاج المرتفعة، ستدعم الدولة أسعار الشعير ليباع بسعر 1.5 درهم للكيلوغرام، وكذلك الأعلاف المركبة الموجهة لتربية الأغنام والماعز التي سيكون سعرها درهمين للكيلوغرام، مع تخصيص غلاف مالي قدره 2.5 مليار درهم لهذا الدعم، يشمل ذلك كميات تصل إلى حوالي 7 ملايين قنطار، مما يضمن استقرار الأسعار وتحسين الإنتاجية للمربين.

ترقيم إناث الماشية ومنع ذبحها

يسعى المحور الثالث إلى تحقيق استدامة القطيع الوطني من خلال ترقيم إناث الماشية مثل الأغنام والماعز والحفاظ عليها، يستهدف البرنامج ترقيم أكثر من 8 ملايين رأس من الإناث بحلول مايو 2026، إلى جانب تقديم دعم مادي بقدر 400 درهم لكل رأس مرقمة وغير مذبوحة، يعزز هذا الإجراء استدامة السلالات وتحسين الإنتاج الحيواني.

حماية القطيع من الأمراض وتعزيز الصحة الحيوانية

يتناول المحور الرابع الحماية الصحية للماشية، من خلال تنفيذ حملة وطنية تستهدف معالجة حوالي 17 مليون رأس من الأغنام والماعز، تم تخصيص 150 مليون درهم لهذه الحملات الوقائية بهدف الحد من تأثير الأمراض والجفاف، كما تتعاون السلطات المحلية في تنفيذ هذا الجانب للوصول إلى تغطية فعالة.

تحسين السلالات وتطوير تقنيات التربية

أما المحور الأخير فيرتكز على التكنولوجيا وتحسين سلالات القطيع الوطني، حيث سيتم إنشاء منصات للتلقيح الاصطناعي وتأطير المربين تقنياً، وقد خُصص لهذا المحور ميزانية تُقدر بـ50 مليون درهم، يسعى هذا إلى رفع جودة الإنتاج الحيواني وضمان التكامل بين مختلف مكونات البرنامج الوطني لدعم مربي الماشية.