«تحذيرات عاجلة» زلزال كريت وهزاته على مصر وفق تحليل عباس شراقي

في الآونة الأخيرة، شهدت منطقة شرق البحر المتوسط سلسلة من الزلازل التي أثارت اهتمام سكان الدول القريبة، وكان آخرها زلزال جزيرة كريت، والذي بلغت قوته 6.52 درجة على مقياس ريختر، مما جلب تساؤلات حول تأثير زلزال كريت على مصر، ووفقًا لآراء الخبراء، فإن مصر تتمتع بموقع جيولوجي مستقر يجعلها أقل تأثرًا بهذه الظاهرة الخطيرة التي تحدث بالقرب منها.

تأثير زلزال كريت على مصر من الناحية الجيولوجية

أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن تأثير زلزال كريت على مصر كان محدودًا للغاية، حيث أوضح أن مصر تقع بعيدًا عن نطاق الأحزمة الزلزالية ومن المطلوب ملايين السنين لتكون جزءًا من المناطق النشطة جيولوجيًا، كما تشير البيانات إلى أن الزلازل التي تضرب البحر المتوسط، خاصة في منطقتي خليج السويس وخليج العقبة، تكون عادة متوسطة القوة ولا تسبب أضرارًا بالغة.
وأشار أيضًا إلى أن الأثر الرئيسي لزلزال كريت كان نتيجة المسافة البعيدة بين مركز الزلزال ومصر، حيث تقلل هذه المسافة بشكل كبير من شدته عند وصوله إلى الأراضي المصرية، مما يجعل الهزات أقل حدة مقارنة بما يحدث في المناطق القريبة من مركز الزلزال.

تأثير زلزال كريت على السدود والبنية التحتية

يعتبر تأثير الزلازل على السدود أمرًا هامًا عند دراسة تأثير زلزال كريت على مصر، حيث أكد الدكتور شراقي أن السد العالي بعيد جغرافيًا عن مركز الزلزال (حوالي 1500 كيلومتر)، وبالتالي لم يتأثر، وبالمثل، فإن سد النهضة، الذي يقع على منطقة جيولوجية نشطة في إثيوبيا، لم يتأثر بزلزال كريت لوجوده على بعد حوالي 3500 كيلومتر من تلك المنطقة
وأضاف الدكتور شراقي أن بناء السدود يتطلب دراسات دقيقة للتكوينات الجيولوجية والهندسية لضمان عدم تأثرها بالزلازل المحتملة، وشدد على أهمية الابتعاد عن إقامة السدود في المناطق ذات النشاط الزلزالي المفرط أو البراكين.

عوامل تحدد تأثير الزلازل

تحدث زلزال كريت الأخير بمواصفات جعلت تأثيره محدودًا على الأراضي المصرية، حيث أوضح العلماء أن هناك عوامل متعددة تؤثر في حجم الضرر الناتج عن الزلازل، من أبرزها:

• قوة الزلزال المقاسة بمقياس ريختر.
• بعد المسافة بين مركز الزلزال ومناطق التأثير.
• مدى العمق الذي وقعت فيه بؤرة الزلزال.
• مدى استعدادات الدولة والبنية التحتية لمقاومة الزلازل.
• كثافة السكان في المناطق المتأثرة وضمان توفير بيئة مأمونة لهم.

وأشار الخبراء كذلك إلى أن الزلازل تختلف تأثيراتها حسب مكان وقوعها، فمثلًا الزلازل التي تضرب مناطق صحراوية أو ذات كثافة سكانية منخفضة عادة ما تكون آثارها محدودة كثيرًا مقارنة بما يحدث إذا ضربت مناطق مكتظة بالسكان.

خطر حدوث تسونامي مع زلزال كريت

بالرغم من أن قوة زلزال كريت تجاوزت 6.5 درجة على مقياس ريختر، فقد أشير إلى أن احتمال حدوث تسونامي يرتبط غالبًا بوقوع الزلزال في قاع البحر مع عمق يقترب من 5 إلى 10 كيلومترات، كما يحدث حينما يرافق الزلازل انزلاق مفاجئ في القشرة الأرضية، ومع هذا، لم تعلن أي تحذيرات رسمية ذات صلة بتسونامي عقب الزلزال الأخير، مما جعل تأثيره يتراجع بشكل ملحوظ خارج النطاق الجغرافي لمكان الحدث.

أهمية وعي المواطنين في التفاعل مع الزلازل

بالرغم من تأكيد الخبراء أن الأرض المصرية مستقرة نسبيًا من الناحية الجيولوجية، إلا أن وعي المواطنين في التعامل مع الزلازل الصغيرة والمتوسطة يعد أمرًا ضروريًا، حيث يمكن تقليل المخاطر المرتبطة بالكارثة عبر تطبيق تعليمات السلامة الوقائية والاستعداد لتحركات مفاجئة بهدف الحفاظ على الأرواح والممتلكات، كما أن الاستثمار في تطوير البنية التحتية المقاومة لتأثير الزلازل يعزز من قدرة الدولة على مواجهة هذه الكوارث المتوقعة.