«ترقب الأسواق» الذهب يواجه اختبارًا جديدًا مع أزمة ديون واشنطن والدولار

شهدت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا في السوق المحلية خلال تعاملات اليوم الخميس، والذي تزامن مع تراجع أسعار الأوقية عالميًا نتيجة لارتفاع الدولار، هذه التغيرات جاءت رغم استمرار المخاوف الجيوسياسية وأزمة ديون واشنطن التي عززت من مكانة الذهب كملاذ آمن؛ ومع ذلك، يطرح السؤال ما إذا كان الذهب قادرًا على الصمود أمام تأثيرات الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة.

تراجع أسعار الذهب تحت تأثير صعود الدولار

أفاد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة آي صاغة لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أن أسعار الذهب المحلية شهدت انخفاضًا بقيمة 20 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، حيث وصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 4635 جنيهًا، كما تراجعت قيمة الأوقية عالميًا بمقدار 31 دولارًا لتسجل 3292 دولارًا؛ ويعد هذا الانخفاض انعكاسًا مباشرًا لارتفاع قيمة الدولار الذي يضغط على أسعار المعادن النفيسة بشكل عام.
وكشفت البيانات أن أسعار الذهب الأخرى انخفضت أيضًا، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 حوالي 5297 جنيهًا، وعيار 18 وصل 3973 جنيهًا، أما عيار 14 فقد بلغ 3107 جنيهات، مع تسجيل الجنيه الذهب قيمة إجمالية تقارب 37080 جنيهًا؛ جاء هذا الانحسار بعد موجة ارتفاع مؤقتة يوم الأربعاء الماضي شهدت خلالها الأسعار ازدهارًا بنحو 25 جنيهًا.

عوامل تدعم الذهب رغم تراجعه

ورغم الهبوط الأخير في أسعار الذهب، لا تزال التوقعات إيجابية نظرًا للضغوط الناتجة عن أزمة ديون واشنطن التي تعزز من مكانة الذهب كملاذ آمن خاصة في ظل التوترات السياسية والاقتصادية؛ وتشير التوقعات إلى زيادة الدين العام في الولايات المتحدة بمقدار 3.8 تريليون دولار خلال العقد القادم، وفقًا لتقارير مكتب الميزانية بالكونغرس، ما يفاقم من الضغط على الحكومة الأمريكية مع ارتفاع الفوائد المستحقة على الدين العام.
وأثار هذا الوضع الاقتصادي الحرج وكالات الائتمان العالمية، حيث خفضت وكالة موديز التصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة إلى Aa1 نتيجة التحديات المالية والتأخير المتواصل في الوصول إلى تسويات بشأن خفض العجز العام؛ هذا المناخ المأزوم يعزز بشكل كبير من الإقبال على الذهب كوسيلة لتحوط المخاطر الاقتصادية.

التوترات الجيوسياسية ودورها في دعم الذهب

أكد إمبابي أن تصاعد التوترات السياسية العالمية لعب دورًا في دعم أسعار الذهب، حيث أثرت أزمات مثل استمرار الصراع بين روسيا وأوكرانيا، والتوتر القائم في الشرق الأوسط، بشكل كبير على السوق، كما أن القيود الأمريكية المفروضة على صادرات الرقائق التكنولوجية إلى الصين أسهمت في تأجيج مخاوف الالتزامات التجارية واستقرار سلاسل الإمداد العالمية؛ هذه الأوضاع ساعدت بشكل غير مباشر في تعزيز مكانة الذهب كملاذ آمن للأفراد والمستثمرين.

الركود التضخمي يؤثر على الطلب على الذهب

من جهة أخرى، تعزز المخاوف تجاه ركود تضخمي محتمل من القوة الداعمة للطلب على الذهب، حيث يُعتقد أن استمرار مستويات الفائدة المرتفعة لمدة طويلة قد يكون له تأثير سلبي على الذهب باعتباره أصلًا غير مدرٍ للعائد، وفقًا لجيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورجان تشيس؛ ورغم هذا التحذير، يبدو أن الأوضاع الاقتصادية الحالية تجعل المستثمرين أكثر اعتمادًا على الذهب للتحوط في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي.