«اتفاقيات ضخمة» البنك الإسلامي يعلن توقيع عقود بـ5 مليارات دولار

أعلن الدكتور محمد سليمان، رئيس مجلس إدارة مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، أن الاستراتيجية الجديدة للبنك، المقرر تنفيذها خلال الفترة من 2026 إلى 2035، تهدف إلى تعزيز جهود التنمية المستدامة في الدول الأعضاء؛ وتشمل هذه الاستراتيجية عدة محاور أساسية من بينها الاعتماد على الأسس الاقتصادية الحديثة وإطلاق المنصة الرقمية للرؤية العالمية لزيادة الشفافية وتبادل المعرفة.

الاستراتيجية الجديدة للبنك الإسلامي للتنمية

تستند الاستراتيجية الجديدة لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية إلى تحقيق التوازن بين الماضي والحاضر والمستقبل، حيث صرح الدكتور محمد سليمان أن هذه الاستراتيجية تُعنى بتلافي الأزمات المالية الناتجة عن الأحداث الجيوسياسية مثل الأزمة الاقتصادية العالمية لعام 2008، كما تحرص على معالجة الآثار السلبية التي خلفتها تلك الأزمات على الاقتصاد الدولي، مما يُسهم في تحسين الأداء الاقتصادي للدول الأعضاء وضمان مرونة الأنظمة المالية.

التوسع في الصكوك ودور التنويع الاقتصادي

أكد رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية على أهمية تنويع مصادر التمويل باستخدام أدوات مالية جديدة مثل الصكوك، مشيرًا إلى قيمة هذا النوع من التمويل في فتح آفاق جديدة أمام الدول الأعضاء، حيث تُسهم الصكوك في دعم البنية التحتية وتعزيز الأنشطة الاستثمارية ضمن الاقتصادات المحلية، كما أن التوسع في هذه الأداة التمويلية يُعتبر جزءًا هامًا من الاستراتيجية الجديدة، والتي تهدف إلى تعزيز الصيرفة الإسلامية وتوسيع تطبيقاتها حول العالم.

امتصاص الصدمات الاقتصادية

تسعى استراتيجية البنك الإسلامي للتنمية إلى زيادة قدرة الدول الأعضاء على امتصاص الصدمات الاقتصادية من خلال دعم التنويع الاقتصادي وتوسيع قاعدة الفرص الوظيفية، حيث أوضح الدكتور سليمان أن المجتمعات تحتاج إلى بدائل متنوعة لتعزيز استقرارها الاقتصادي، مما يقلل من آثار التقلبات العالمية، كما يساعد على استدامة النمو الاقتصادي في مناطق متعددة حول العالم.

نجاح الاجتماعات السنوية للبنك الإسلامي

قام البنك الإسلامي للتنمية بعقد اجتماعاته السنوية بمشاركة واسعة تضمنت 4000 مشارك يمثلون 89 دولة و70 مؤسسة دولية وإقليمية، حيث تم توقيع 70 اتفاقية تعاون استراتيجي بقيمة 5 مليارات دولار مع 26 دولة عضو ومؤسسة، وأشار الدكتور سليمان إلى أن الاجتماعات ساعدت في بناء شراكات قوية مع مختلف الجهات المعنية لتحقيق أهداف التنمية وتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء.

الفوائد المنتظرة من المنصة الرقمية

إن أحد المحاور الرئيسية في استراتيجية البنك الإسلامي للتنمية هو إطلاق المنصة الرقمية لتبادل الرؤية العالمية، حيث تهدف هذه المنصة إلى تحسين مستوى الشفافية وتوفير قنوات فعّالة لتبادل الخبرات والمعلومات بين جميع الدول الأعضاء، كما يساعد ذلك على تعزيز التعاون الشامل والعمل بشكل مشترك لمواجهة التحديات الاقتصادية وزيادة فرص الاستثمار المبتكر، مما يعزز النمو المستدام في مختلف القطاعات.

تُعد الاستراتيجية الجديدة للبنك الإسلامي للتنمية نموذجًا يعكس الالتزام بتطوير بنية اقتصادية قوية ومستدامة في الدول الأعضاء، حيث تضع على عاتقها مهامًا طموحة عبر توفير أدوات تمويل حديثة كالصكوك وتبني تقنيات رقمية تساهم في تطوير الأسواق وتنويع الموارد المالية؛ ولذا فإن مستقبل الدول الأعضاء مع هذه الاستراتيجية يحمل وعودًا بفرص اقتصادية واعدة للنمو والازدهار.