«فرصة استثمارية» سعر الذهب في مصر يتجاوز العالمي والفضة خيار مناسب للمستثمرين

يتصدر الذهب المشهد الاقتصادي بأسواق المعادن في مصر والعالم، حيث أكد سعيد إمبابي المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» أن أسعار الذهب في السوق المحلية ترتفع بمقدار 30 جنيهًا عن الأسواق العالمية، وقد سجل سعر الذهب المحلي اليوم 4400 جنيه للجرام بالنسبة لعيار 21 بعد تحرك سعر الدولار أمام الجنيه المحلي، ما يعني استمرار الفجوة السعرية البالغة 61 جنيهًا التي رُصدت خلال تعاملات السبت.

أسعار الذهب وتأثيرات السوق المحلية

عزا إمبابي الفجوة في الأسعار إلى محاولات بعض تجار الذهب الخام استغلال الفرق لتحقيق أرباح، خصوصًا مع تزايد الإقبال المتوقع عقب انتهاء عطلة عيد الفطر، فضلاً عن استراتيجيات شركات تصنيع المشغولات الذهبية التي تسعى لتقليل أوزان المنتجات بهدف مواكبة التغيرات الكبيرة بالسوق الناجمة عن ضعف الطلب المحلي وارتفاع الأسعار ونقص القوة الشرائية، حيث كان التركيز الأكبر مؤخرًا على التصدير لتأمين العوائد المطلوبة.

التحديات أمام تقسيط الذهب

بين إمبابي أن محاولات شركات التمويل الاستهلاكي لتشجيع الشراء من خلال تقسيط الذهب باءت بالفشل بسبب ارتفاع الفائدة التي تصل إلى 30% من سعر الذهب، الأمر الذي دفع المواطنين للعزوف عن هذا الخيار، علاوة على زيادة المخاطر القانونية وحالات التعثر، ما يعكس صعوبة الوضع الاقتصادي الراهن ويدفع المشترين للتوجه نحو قرارات بديلة أكثر عقلانية تماشيًا مع ظروف السوق.

الفضة: البديل الاستثماري الأفضل

مع استمرار ارتفاع أسعار الذهب، تبرز الفضة كخيار استثماري مناسب خصوصًا للفئات ذات الدخل المحدود، ويوصي إمبابي بالاستثمار في الجنيه الفضة أو السبائك الصغيرة التي يتراوح سعرها بين 500 و600 جنيه حسب العيار، وذلك لما توفره الفضة من وسيلة تحوط آمنة ومنخفضة التكلفة نسبيًا مقارنة بالذهب، وبهذا نجد أن الإقبال على الفضة في تزايد بوصفها الخيار الأكثر استدامة للادخار.

أثر السياسات العالمية على سوق الذهب

شهد العالم خلال السنوات الأخيرة العديد من الاضطرابات السياسية والتجارية، من أبرزها فرض الولايات المتحدة لرسوم جمركية شاملة، والتي كان لها أثر سلبي على الاستقرار التجاري، فقد دفع الخوف من الركود الاقتصادي الواسع إلى تعزيز الطلب العالمي على الذهب كأداة تحوط رئيسية، رغم التراجع البسيط في أسعاره بسبب تغيرات العرض والطلب.

التوقعات الاقتصادية واضطرابات المستقبل

أوضح إمبابي أن التعريفات الجمركية والحروب التجارية أدت إلى خلخلة سلاسل الإمداد العالمية بأحد أكبر الاضطرابات منذ جائحة كوفيد-19، ما تسبب في انخفاض كبير بالأسواق المالية وشجع المستثمرين على تقليص استثماراتهم، ورغم هذه التحديات، تُظهر المعطيات أن الذهب يبقى على قائمة الخيارات المثلى للتحوط من التضخم وتغيرات السوق التي قد تستمر خلال الفترة المقبلة.