«هزة جديدة» الزلازل في مصر علامات على دخولها الحزام النشط؟

أثار النشاط الزلزالي المتكرر في منطقة البحر المتوسط، وآخره زلزال قوي بقوة 6.1 درجات، وقع قرب جزيرتي كريت وسانتوريني، قلق العديد من الدول خاصة في المناطق التي شعرت بالهزة مثل مصر، حيث تساءل البعض عن تأثير الزلازل في البحر المتوسط على الوضع الجيولوجي والاستقرار الزلزالي في مصر، بالرغم من ابتعادها النسبي عن مناطق التقاء الصفائح التكتونية.

النشاط الزلزالي في البحر المتوسط وعلاقته بمصر

تشهد منطقة البحر المتوسط نشاطًا زلزاليًا مكثفًا نتيجة قربها من المناطق الفاصلة بين الصفائح التكتونية، ويُذكر أن الزلزال الأخير كان بعمق يقارب 60 كيلومترًا مما قلل من تأثيره على المناطق المحيطة، ويربط خبراء الجيولوجيا 90% من الزلازل بحركة التقاء الصفائح، حيث تتكرر الهزات في المناطق الواقعة بين جزيرتي كريت وقبرص، مما يجعلها أكثر عرضة لنشاط يومي تتراوح قوة زلازله عادة بين 2 و4 درجات.
أما بالنسبة لمصر، فتشير الدراسات إلى أن موقعها الجغرافي يجعلها بعيدة عن خطوط التقاء الصفائح النشطة مثل تلك الموجودة قرب كريت وإن كانت بعض المناطق مثل خليج العقبة والسويس تمتلك احتمالية تعرضها لزلازل خفيفة إلى متوسطة. تعد القاهرة أحد المدن التي تتلقى تقارير فورية عند حدوث زلازل دون تسجيل أي تأثيرات خطيرة على المنشآت.

هل مصر بعيدة عن تأثير الزلازل الكبيرة؟

استنادًا إلى التحليلات الجيولوجية، تعد مصر مستقرة جيولوجيًا إلى حد كبير مقارنة بالدول القريبة مثل تركيا واليونان، حيث تؤكد الجهات المعنية أن تأثير أي زلزال في البحر المتوسط على مصر غالبًا ما يكون ضعيفًا أو غير مؤثر نتيجة بعد المسافة وتأثير العمق الكبير للزلازل في تلك المنطقة؛ مع ذلك تبقى المناطق القريبة من خليج العقبة متأثرة جزئيًا نظرًا لنشاط بعض التصدعات في تلك المنطقة، وحرص السلطات على الاستعداد الدائم يقلل من خطورة أي تداعيات غير محسوبة.
وقد أكدت التطمينات الرسمية في أكثر من مناسبة على ضعف تأثير هذه الهزات الزلزالية على الحياة اليومية أو البنية التحتية في كافة أرجاء البلاد، وهو ما يبعث برسالة استقرار لسكان المناطق التي قد تشعر بهزات بسيطة غير محسوسة غالبًا.

تفاصيل الزلزال الأخير قرب جزيرة كريت

وفقًا لمعهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية، سجلت شبكات الرصد الجيولوجي زلزالًا بلغت قوته 6.24 درجة على مقياس ريختر يوم الخميس، وقعت الهزة الأرضية في جزيرة كريت على بعد حوالي 499 كيلومترًا شمال مدينة مرسى مطروح المصرية، وأوضح المعهد بأن التقارير تشير إلى الشعور البسيط بالهزة دون تسجيل أي أضرار في الممتلكات أو الأرواح.
جاءت المتابعة من الأجهزة المعنية لتؤكد استقرار الأمور وعدم الحاجة لأي تدخلات طارئة خاصة في المناطق التي شعرت بهازة خفيفة مثل القاهرة، وشددت الجهات المسؤولة على أهمية توعيه المواطنين بشأن طبيعة هذه الهزات وضرورة عدم الانزعاج منها لأنها تعد ضمن النطاق الجيولوجي الطبيعي المتكرر للمنطقة البحرية المحيطة.