«انخفاض ملحوظ» النحاس يسجل أدنى مستوياته منذ ثلاثة أسابيع وسط ضبابية اقتصادية

تتصاعد المخاوف بشأن الاستقرار المالي داخل الولايات المتحدة، خاصة مع التحديات المتعلقة بتوجهات السياسات المالية والنقدية وتصاعد النقاشات حول معدلات الفائدة الأمريكية، مما أثر بشكل مباشر على تحركات أسعار الذهب في الأسواق العالمية. ارتفاع الذهب جاء مدعومًا بانخفاض قيمة الدولار الأمريكي، ليظهر كمأمن للمستثمرين في فترات التقلبات الاقتصادية وعدم اليقين.

تصاعد أسعار الذهب وتأثير ضعف الدولار

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا مستمرًا خلال الأيام الأخيرة، حيث ارتفع المعدن الأصفر بنسبة 0.9% ليصل إلى 3,345.46 دولارًا أمريكيًا للأوقية، وهو أعلى مستوى يتم تسجيله منذ أسبوعين. جاء هذا الصعود مدعومًا بانخفاض مؤشر الدولار بأكثر من 0.2%، مما يعكس ضعف الدولار مقابل سلة من العملات العالمية. تراجع قيمة العملة الأمريكية أثّر بشكل إيجابي على جاذبية الذهب كملاذ آمن، في ظل تصاعد المخاوف حول تصنيف الولايات المتحدة المالي والضبابية بشأن سوق العملات.

تصريحات حول الفائدة الأمريكية وتأثيرها الاقتصادي

شهدت الأسابيع الأخيرة جدلًا واسعًا حول مسألة خفض الفائدة الأمريكية، حيث أكد عدد من المسؤولين والخبراء الاقتصاديين أهمية اتخاذ خطوات تتسم بالمرونة لدعم استقرار السوق. أفاد رئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا بأنه يميل إلى تقليل معدلات الفائدة مرة واحدة هذا العام، في حين أشار أحد محللي السوق إلى أن تخفيف التوترات التجارية الدولية في الولايات المتحدة قد يوفر زخمًا جديدًا في مجالات العمل، بالإضافة إلى تعزيز مستويات التضخم لتتماشى مع مستهدفات الاحتياطي.

توقعات أداء الذهب وسط الزخم الحالي

يتوقع كبار المحللين في السوق أن تظل أسعار الذهب في اتجاه صعودي، مدعومة باستمرار ضعف الدولار الأمريكي وتفاقم المخاطر الاقتصادية، لا سيما مخاطر الركود التضخمي. يرى بعض الخبراء أن احتمالات وصول الذهب إلى مستويات 3,500 دولار للأوقية خلال المدى المتوسط قد تكون ممكنة، لكنها تبقى مرهونة بأخبار الوضع الاقتصادي العالمي أو أي اتفاقيات دولية تؤثر على الأسواق.

حركة سوق صناديق المؤشرات وصندوق SPDR

انخفضت الحيازات لدى صندوق SPDR Gold Trust، أكبر صناديق المؤشرات المدعومة عالميًا، بما يقرب من 1.72 طن متري يوم الأربعاء، مما أدى إلى تراجع الإجمالي إلى 919.88 طن متري. تشير هذه التحركات إلى عدم وضوح الرؤية الاستثمارية لدى المستثمرين نتيجة للظروف الحالية. بالرغم من ذلك، ما زال الذهب خيارًا قويًا، حيث يلجأ إليه المستثمرون كملاذ آمن في ظل انخفاض قيمة الاستثمارات الأخرى.

نظرة سعرية وأدوات اتخاذ القرار

يعكس التباين الحالي في توقعات أسواق الفائدة الأمريكية أهمية البيانات الاقتصادية المنتظرة، مثل طلبات إعانة البطالة الأسبوعية وأداء القطاعات الرئيسية، حيث تساهم هذه المؤشرات في إعادة تشكيل سيناريوهات تحقيق الخفض الفعلي لمعدلات الفائدة. وفقًا لأداة CME Fed Watch، بلغت احتمالات خفض الفائدة 29% خلال اجتماع يوليو القادم، بينما تظل قرارات تثبيت الفائدة هي السيناريو الأكثر ترجيحًا بنسبة 71%، مما يضيف عنصر عدم اليقين الذي يدعم ارتفاع الذهب بشكل غير مباشر.

تحركات المستثمرين وأهمية التحوط

يلعب الذهب دورًا مهمًا في استراتيجيات التحوط ضد تقلبات سوق العملات والتغيرات الاقتصادية غير المتوقعة. مع تدهور تصنيف الولايات المتحدة الائتماني وضعف الدولار، يصبح الذهب ملاذًا رئيسيًا للمستثمرين. المؤشرات الحالية تظهر ارتفاع عمليات الشراء المنسقة عبر أسواق المعادن الثمينة وسط مخاوف من التباطؤ الاقتصادي العالمي، مما يجعل الذهب الخيار الأكثر أمانًا لمواجهة أي تقلبات مالية قادمة.