«تحذير مالي» الذهب يواصل الصعود بفعل الديون والتخفيضات الضريبية الأمريكية

يعتبر الذهب أحد أبرز الاستثمارات الآمنة التي يلجأ إليها المستثمرون في ظل الأزمات المالية والاقتصادية، ومع تزايد القلق بشأن تراكم الديون الحكومية الأمريكية والتخفيضات الضريبية التي أطلقتها الإدارة الأمريكية، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا لتصل إلى أعلى مستوياتها خلال أسبوعين، حيث تصاعد الإقبال على المعدن النفيس بالتزامن مع انخفاض الطلب على سندات الخزانة الأمريكية.

تأثير الديون الحكومية الأمريكية على أسعار الذهب

ارتفع سعر أونصة الذهب عالميًا ليصل إلى 3345 دولارًا، بعد افتتاح التداولات عند 3319 دولارًا للأونصة، ويعود هذا الارتفاع إلى المخاوف المرتبطة بارتفاع الديون الحكومية الأمريكية، حيث تلوح سياسات الإنفاق الحكومية والتخفيضات الضريبية المقترحة بمزيد من الأعباء المالية على البلاد، مما دفع بالمستثمرين نحو شراء الذهب كملاذ آمن لمواجهة التقلبات الاقتصادية والمالية المتزايدة والتقليل من الاعتماد على الأصول الأمريكية.

تراجع الطلب على السندات وتأثيره على الذهب

شهدت وزارة الخزانة الأمريكية ضعفًا في الإقبال على بيع سندات بقيمة 16 مليار دولار لأجل 20 عامًا، مما يعكس قلق المستثمرين من انخفاض جاذبية الاستثمار في أدوات الدين الأمريكية، حيث تسبب هذا في فقدان الدولار لزخمه أمام العملات الرئيسية، وهو ما ساهم بدوره في دعم أسعار الذهب عالميًا وتحفيز المزيد من الطلب على المعدن الأصفر.

علاقة الذهب بسياسات الإنفاق الأمريكية

إقرار مشروع قانون الضرائب والإنفاق الشامل من قبل الإدارة الأمريكية أدى إلى زيادة القلق بشأن الاستقرار المالي، حيث تتوقع الأسواق أن السياسات المتبعة قد تسهم في زيادة حادة بتراكم الديون الحكومية، ومع ضعف الثقة في آفاق الاقتصاد المحلي، يتجه المستثمرون بشكل مطرد نحو شراء الذهب كأصل آمن يقدم حماية أكبر من التقلبات المحتملة في الأسواق المالية.

التطور الطويل الأجل لأسعار الذهب

تشير التوقعات إلى أن الذهب سيستمر في الحفاظ على وتيرة ارتفاعه على المدى الطويل، حيث تمكنت أونصة الذهب من تجاوز مستوى 3200 دولار في الأشهر الماضية، وتتطلع الأسواق حاليًا إلى وصول الذهب إلى أعلى مستوى تاريخي قريب من 3500 دولار، مما يعزز مكانته كأفضل وسيلة لحماية الثروة في فترات عدم اليقين الاقتصادي.

وضع أسعار الذهب في السوق المحلي

تأثرت أسعار الذهب في مصر أيضًا بهذه المتغيرات العالمية، إذ ارتفع الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا اليوم ليصل إلى 4670 جنيهًا للأونصة مع استمرار دعمه من صعود السعر العالمي، ومع ذلك تسهم استقرار العملة المحلية بتقليل وتيرة الارتفاعات، مما يضمن توازنًا نسبيًا بأسواق الذهب المحلية، حيث بات الذهب خيارًا استثماريًا مميزًا في ظل الديناميكيات العالمية الحالية.