«قفزة جديدة» أسعار الذهب عالميًا تسجل أعلى مستوى منذ أسبوعين اليوم

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً في السوق العالمية خلال الأيام القليلة الماضية، حيث استجاب المستثمرون للضغوط الاقتصادية والمخاوف المتزايدة بشأن الديون الأمريكية وتراجع الطلب على سندات الخزانة، ويُعد الذهب ملاذاً آمناً للمستثمرين في ظل ضعف الدولار الأمريكي، مما يدفع إلى متابعة مكثفة لحركة الذهب بشكل يومي.

أسعار الذهب وأداء السوق الحالي

ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.7% مسجلاً 3336.43 دولار للأوقية مع وصول الأسواق إلى ذروتها في الأسبوعين الماضيين، كما صعدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة إلى 3337.60 دولار للأوقية بالتزامن مع انخفاض الدولار الأمريكي قرب أدنى مستوياته في فترة أسبوعين، ويُعتبر الدولار المنخفض داعماً رئيسياً لجاذبية الذهب، حيث يصبح المعدن الثمين أقل تكلفة لحائزي العملات الأجنبية.

ما وراء ارتفاع أسعار الذهب

تتمتع أسعار الذهب بدعم قوي بفعل ضعف الدولار الأمريكي وأيضاً بفعل المخاوف المستمرة من الركود التضخمي الذي يُهدد الاقتصاد الأمريكي، وقد أشار محللون إلى أن هذه المخاوف تجعل الذهب ملاذاً آمناً أكثر جاذبية خلال هذه الفترة، وأدت قرارات مثل تصويت لجنة القواعد في مجلس النواب الأمريكي لصالح خفض الضرائب وتقليص الإنفاق إلى تأثيرات مباشرة على الأسواق، مما يخلق حالة من عدم اليقين تعزز من ميل المستثمرين إلى الذهب.

ارتفاع المعادن الأخرى

لم يكن الذهب المعدن الوحيد الذي شهد تحركاً إيجابياً، فقد ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 1% ليصل إلى 33.66 دولار للأوقية، بينما انخفض البلاتين بنسبة 0.4% ليحقق 1072.43 دولار، وعلى الجانب الآخر، سجل البلاديوم هبوطاً بنسبة 1.4% ليصل إلى 1023.50 دولار، مما يبرز التباين في أداء المعادن النفيسة وسط التغيرات الاقتصادية الحالية.

الذهب والأفق المستقبلي

توقعات الخبراء تشير إلى أن الذهب قد يستعيد اتجاهه الصعودي طويل الأمد مع استقرار الأسعار بين 3450 و3500 دولار خلال العام القادم، وأكد محللون أن الذهب يظل خياراً مفضلاً في بيئات أسعار الفائدة المنخفضة وأوقات التوترات الاقتصادية، مما يعزز من أهميته كاستثمار طويل الأجل.

ارتباط الذهب بالاقتصاد والدولار

ضعف الطلب على سندات الخزانة طويلة الأجل والتراجع الكبير في التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من قبل بعض الوكالات الدولية أثار قلق الأسواق بشكل واسع، ما أدى إلى هروب المستثمرين نحو أسواق الذهب لكونه أقل ارتباطاً بعوامل الاقتصاد الكلي التقليدية، ويساهم ذلك في رفع سعر الذهب بشكل ملحوظ.