«تحذيرات الديون» الذهب يسجل أعلى مستوى خلال أسبوعين بسبب القلق الأمريكي

ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى خلال أسبوعين، حيث أصبح الاستثمار في الذهب خيارًا شائعًا بفعل المخاوف المتزايدة من تفاقم مستويات الدين العام الأمريكي. تأثرت الأسواق العالمية بضعف الإقبال على السندات الأمريكية لأجل 20 عامًا، مما دفع المستثمرين للبحث عن بدائل آمنة، وكان الذهب على رأس القائمة. تعتبر أسعار الذهب انعكاسًا للمخاوف الاقتصادية والجيوسياسية المستمرة.

أسعار الذهب ترتفع مع ضعف الطلب على السندات الأمريكية

شهدت السوق المالية الأمريكية تراجعًا في الطلب على السندات الحكومية، وهو ما أثر سلبًا على الدولار وول ستريت معًا، مما دعم الذهب كملاذ آمن. ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.3% ليصل إلى 3,324.91 دولارًا للأونصة، بينما صعدت العقود الآجلة بنسبة 0.4% لتبلغ 3,326.30 دولارًا. هذا الارتفاع يعكس التوترات الاقتصادية العالمية التي دفعت المتداولين للتحوط بالذهب بدلاً من الاستثمار في الدولار والسندات.

الدولار الضعيف يدعم صعود أسعار الذهب

استفاد الذهب مؤخرًا من تراجع قيمة الدولار مقابل العملات الأجنبية، حيث يسهم ضعف الدولار في جعل الذهب أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى، مما يعزز الطلب عليه. التحركات الأخيرة للسوق توقعت استمرار ارتفاع الذهب على مدار الأيام القادمة، في ظل استمرار المخاطر الاقتصادية وزيادة الآمال بتحقيق مكاسب إضافية على المدى الطويل.

تأثير المخاوف الجيوسياسية على أسعار الذهب

لم يكن الاقتصاد وحده العامل الرئيسي لارتفاع أسعار الذهب، حيث زادت التوترات الجيوسياسية من جاذبية الاستثمار في الذهب. التقارير الأخيرة عن احتمالات تصعيد بين إسرائيل وإيران زادت الطلب على الذهب كملاذ آمن. حتى بعد الإعلان عن جولات جديدة من المحادثات النووية، لم تفقد الأسعار مكاسبها باعتبار أن الأوضاع السياسية تظل غير مستقرة. لذلك، يواصل الذهب جذب المستثمرين كضمانة من تقلبات الأسواق.

ردود الأفعال ضد سياسات الضرائب والإنفاق الأمريكية

يعاني الاقتصاد الأمريكي من صدمات بسبب الخطط المالية الحالية التي تقترح تخفيض الضرائب وزيادة الإنفاق الدفاعي. ويرى المحللون أن هذه التغييرات قد تزيد من حدة الديون العامة، وهو ما انعكس سريعًا على تصنيف الاقتصاد الأمريكي وخفض الطلب على الدولار والسندات الحكومية. انعكس ذلك إيجابيًا على أداء الذهب، حيث رأى العديد من المتعاملين في الأسواق فرصة لتحقيق الأرباح في ظل تلك الظروف.

أسعار المعادن الأخرى تتبع اتجاه الذهب

مع تراجع قوة الدولار، لم تكن أسعار الذهب وحدها هي التي شهدت ارتفاعًا، بل تأثرت المعادن الأخرى كذلك. ارتفعت الفضة بنسبة 0.3% لتصل إلى 33.49 دولارًا للأوقية، وصعد البلاتين بنسبة 0.2% إلى 1078.16 دولارًا. في المقابل، شهد البلاديوم انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.7%. كما استفاد النحاس من تراجع الدولار وقرار الصين خفض سعر الفائدة، مما أدى إلى تعزيز الطلب عليه في الأسواق العالمية.

توقعات الأسعار المستقبلية في الأسواق العالمية

يرى الخبراء أن أسعار الذهب قد تستمر في اتجاهها الصعودي على المدى الطويل، متوقعين وصوله لمستويات تتراوح بين 3450 و3500 دولار للأونصة. مع استمرار المشكلات الاقتصادية والجيوسياسية، يتوقع أن يبقى الذهب كخيار رئيسي للمستثمرين خلال الفترات القادمة. ازدهار السوق مدفوع بآمال في دعم السياسات النقدية في الصين والنمو الاقتصادي العالمي، مما يعزز شهية الأسواق تجاه المعدن النفيس.