«سر مفاجئ» الزلازل لماذا ازدادت وتيرتها وفق أمين الفتوى

تعتبر سنة التعاضد والتراحم من أبرز السنن التي يمكن للأفراد والمجتمعات تبنيها للتعامل مع الكوارث الطبيعية والبشرية، حيث أكد الشيخ عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن هذه السُنن تمثل دعوة إنسانية لتجديد الروابط الاجتماعية والتواصل بين الأفراد وسط الأزمات، مضيفًا أنّ الكوارث، كالفواجع والزلازل، تحمل دعوة للتغيير الإيجابي في المجتمعات.

سنة التعاضد والتراحم ودورها في مواجهة الكوارث

تعد سنة التعاضد والتراحم أحد المبادئ الإنسانية التي أشار إليها الشيخ عمرو الورداني كوسيلة للخروج من الأزمات بصورة أقوى، إذ أكد أن الكوارث لا تحدث عبثًا، بل تهدف إلى تحقيق فوائد معنوية واجتماعية تعزز من روح التكافل، مستندًا في كلماته إلى قول الله تعالى: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، مما يوضح ضرورة البدء بالتغيير الداخلي للوصول إلى مجتمع متكامل يندمج ويتلاحم في وجه المحن.

تأثير الانشغال الفردي على المجتمع

أوضح الشيخ الورداني أن الفردانية والانشغال بالحياة الخاصة دون الالتفات إلى المجتمع أديا إلى ضعف الروابط الاجتماعية وزيادة الشعور بالعزلة، ومع ذلك تظهر الكوارث لتحمل معها دروس التلاحم، مؤكدًا أن الحقيقة تتجلى أثناء الأزمات حيث يتيقن الجميع بأن المصير مشترك، مُشيرًا إلى الحديث النبوي: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا»، مما يعكس أهمية الترابط كمبدأ أساسي لبناء مجتمع قوي ومتماسك.

السنن المستفادة من الكوارث ودورها في بناء المجتمع

لفت الشيخ عمرو الورداني إلى قائمة تتضمن سبعة سنن أساسية يجب العمل بها أثناء وبعد الكوارث لإحداث تغيير إيجابي مستدام، وهي:

  • سنة اليقظة: التي تُلهم الأفراد لاستيعاب الحقائق الموجودة حولهم والتنبه لمخاطر الإهمال الاجتماعي.
  • سنة التوجيه: والتي تعني توجيه الطاقات والموارد نحو دعم الآخرين.
  • سنة العمران: والتي تركز على بناء المجتمع بأيدي متعاونة.
  • سنة بناء الإنسان: التي ترفع من قيمة الأفراد كعنصر أساسي في تطوير البيئة المحيطة.
  • سنة الالتجاء: التي تعزز القرب من الله والتضرع إليه بالدعاء.
  • سنة التوازن: التي تهدف لنشر العدل والمساواة في الظروف كافة.
  • سنة التعاضد: وهي المحور الأهم الذي يعيد ترميم العلاقة بين الأفراد.

البصيرة في مواجهة الكوارث

أشار الشيخ الورداني إلى أن هذه السنن ليست مجرد نظريات أو مفاهيم عامة، بل هي وسائل تعزز البصيرة لدى الأفراد وتدفعهم لإحداث التحول الإيجابي في النفس والمجتمع، موضحًا أن التفاعل مع الكوارث يساعد على تقوية الروابط، وتحقيق بناء اجتماعي عميق يتسم بالتكافل الحقيقي مما يؤدي لإحداث حضارة ترتكز على حياة متوازنة تستفيد من الطبيعة دون إغفال القيم الإنسانية الصحيحة.

السنة الوصف
سنة التعاضد تعزيز التعاون بين الأفراد في المجتمع أثناء الأزمات
سنة اليقظة التنبه إلى الأخطار والتعلم منها
سنة الالتجاء التقرب من الله بالدعاء والعمل الصالح