«مشهد مدهش» كاميرا توثق تمزق الأرض خلال زلزال عنيف يغير معالمها

شهدت ميانمار ظاهرة جيولوجية أثارت اهتمام العلماء وأصبحت مرجعًا لبحث آثار الزلازل الكبرى، حيث تم توثيق مشهد نادر لتمزق سطح الأرض خلال زلزال بلغ قوته 7.7 درجات في 28 مارس/آذار، وهو ما يعرف بـ”تمزق سطح الأرض”، هذه الظاهرة تحدث فقط في الزلازل شديدة القوة ومراكز الزلازل القريبة من السطح ما يجعلها تجربة استثنائية.

تمزق سطح الأرض بفعل الزلازل

تمزق سطح الأرض هو مصطلح يعبر عن ظاهرة تنشأ بسبب حركة الكتل الأرضية على جانبي الصدع ويؤدي إلى ظهور شقوق واضحة على السطح كالأراضي والطرق والمباني، وقد وثق هذا المشهد بشكل مرئي لأول مرة خلال الزلزال العنيف الذي ضرب ميانمار، هذا الحدث النادر يتطلب شروطًا معينة لتكوّنه أبرزها أن تكون درجة الزلزال أعلى من 7 درجات وأن يكون مركزه قريبًا للغاية من السطح، كما يشترط وجود الصدع النشط ولكن غالبًا يصعب تصوير هذه الأحداث بسبب طبيعتها المفاجئة والمواقع البعيدة لحدوثها، إلا أن الزلزال الأخير في ميانمار أتاح فرصة توثيق الفعل الجيولوجي مباشرة.

تفاصيل زلزال ميانمار المدمر

زلزال ميانمار بلغت قوته 7.7 درجات ووقع عند الساعة الثانية عشرة وخمسين دقيقة ظهرًا بالتوقيت المحلي، وقد شكل هذا الحدث واحدًا من أكبر الكوارث الطبيعية في تاريخ المنطقة إذ شعرت به دول مجاورة مثل تايلاند، وأسفر عن وفاة أكثر من 5500 شخص، ما يجعله محور اهتمام عالمي، وفقًا لما كشف عنه الفيديو الذي وثق الظاهرة فقد صُوّر من محطة طاقة شمسية تقع قرب بلدة “ثازي”، ونُشر الفيديو بواسطة المهندس السنغافوري هتين أونغ على مواقع التواصل الاجتماعي دليلًا على توثيق علمي مهم.

الأهمية العلمية لتوثيق الظاهرة

تظهر أهمية هذا التوثيق النادر في كونه يوفر فرصة غير مسبوقة لفهم حركة الصفائح الأرضية أثناء حدوث الزلازل، الفيديو يظهر بوابة خرسانية تهتز وتنزلق، ثم يتشكل شق عمودي يقسم الأرض، وهو ما وصفه عالم الزلازل جون فيدال بـ”المقلق” بسبب وضوح التفاصيل، اتفق معه الجيوفيزيائي ريك أستر الذي أكد أن التسجيل يشكل أفضل مرجع مرئي ظهر حتى الآن لتمزق سطحي كامل، وأوضح العلماء أن الصفائح التكتونية تتحرك على امتداد صدع “ساجينغ” المعروف بطبيعته التحويلية وشبهه بصدع “سان أندرياس” في كاليفورنيا، حيث فصل الصدع بين صفيحتي بورما وسوندا.

الاستفادة العلمية المستقبلية من الفيديو

يمتد التأثير الجيولوجي لهذا الزلزال من سطح الأرض حتى أعماق تصل بين 20 و30 كيلومترًا، وهنا تكمن الأهمية البحثية نظرًا لتفاصيل الحركات التي يصعب تسجيلها بالطرق التقليدية، ويرى الباحثون أن هذا الفيديو قد يدفع مزيدًا من الدراسات العلمية وتطوير نظريات دقيقة بشأن ميكانيكية الصفائح أثناء الزلازل، بعض المتخصصين يعتقدون أن هذا التوثيق يمكن أن يساهم في تحسين أنظمة التنبؤ بالزلازل ويعزز من فهم السلوك الزلزالي العميق داخل الأرض.