«قفزة جديدة» أسعار الذهب تزداد 24 دولارًا وسط انخفاض عوائد السندات الأميركية

ارتفعت أسعار الذهب مؤخرًا إلى أعلى مستوياتها في أسبوعين، مع تزايد الاهتمام بالمعدن النفيس كوسيلة للتحوط والاستثمار الآمن، يأتي ذلك في ظل قلق متزايد من ضعف الطلب على سندات الخزانة الأمريكية، مما يعكس انخفاض الثقة في الأصول المربوطة بالدولار، وتشهد الأسواق حاليًا تنافسًا كبيرًا بين الملاذات الآمنة لمواجهة التقلبات الاقتصادية.

أسعار الذهب اليوم

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات صباح اليوم، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام الذهب لتسليم يونيو بنسبة 0.7% ليصل سعرها إلى نحو 3337.60 دولارًا للأوقية، بينما ارتفعت أسعار التسليم الفوري للذهب بنسبة 0.7% لتصل إلى 3336.43 دولارًا للأوقية، ووفق البيانات المباشرة، فإن هذه الأسعار تعكس اتجاها متفائلًا للمعدن النفيس.
وبالمثل، شهدت المعادن الثمينة الأخرى تحركات متباينة، حيث ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 0.41% ليصل إلى 33.53 دولارًا للأوقية، بينما صعد البلاتين بنسبة 0.07% ليصل إلى 1077.88 دولارًا للأوقية، وشهد البلاديوم تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.05%، ليستقر عند 1028 دولارًا للأوقية، أما على مستوى العملات، فقد شهد مؤشر الدولار تحركًا صعوديًا محدودًا بنسبة 0.05% ليصل إلى 99.480 نقطة؛ لكن امتداده لا يزال قريبًا من أدنى مستوياته في 3 أسابيع.

تحليل أسعار الذهب

يلقى ارتفاع أسعار الذهب دعمًا من عوامل متعددة، على رأسها ضعف الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين، وتراجعات الدولار الحالية جاءت تحت تأثير الضغوط الاقتصادية والسياسات التجارية، علاوة على ضعف الطلب على سندات الخزانة الأمريكية الأخيرة، وهو ما ساهم في تعزيز الاتجاه الصعودي للذهب.
وفقًا لرئيس قسم الاقتصاد الكلي بشركة “تيست لايف”، فإن زخم أسعار الذهب سيستمر لفترات طويلة، حيث من المتوقع أن تصل إلى مستويات تتراوح بين 3450 و3500 دولار للأوقية خلال الفترات المقبلة، كما يرى محللون آخرون أن استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي والاضطرابات الجيوسياسية يعززان الطلب على الذهب كملاذ آمن وأداة تحوط فعالة.

تأثير العوامل الاقتصادية والسياسية

يؤثر الذهب باعتباره سلعة استراتيجية في الأوقات التي تشهد تقلبات اقتصادية هامة، وقد أدت تصنيفات وكالة موديز الائتمانية الأخيرة إلى تسليط الضوء على هشاشة سوق العملات الأمريكية، بالإضافة إلى ذلك، فإن برامج الضرائب والإنفاق في الولايات المتحدة تلعب دورًا كبيرًا في توجيه مسارات الذهب؛ حيث شهد السوق مؤخرًا إقبالًا ضعيفًا على سندات الخزانة لأجل 20 عامًا، مما يزيد من هشاشة الدولار ويعطي دفعة إضافية للذهب.
أما على الصعيد الجيوسياسي، فإن التوترات المتعلقة بالمفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة تؤثر على الأجواء الاقتصادية العالمية، في ظل هذه البيئة المشحونة، يمثل الذهب أحد الخيارات الاستثمارية الرئيسية التي يلجأ إليها المستثمرون لضمان استقرار عوائدهم المالية على المدى الطويل.

العامل التأثير
ضعف الدولار الأمريكي تعزيز أسعار الذهب
انخفاض الطلب على السندات ضغوط إضافية على الدولار
الأوضاع الجيوسياسية زيادة الاستثمار في الذهب

بهذا السياق، يبقى الذهب الملاذ الآمن الأبرز في ظل الاضطرابات الاقتصادية والمالية، ما يجعله خيارًا أكثر حضورًا للاستثمار والمحافظة على رأس المال في السوق العالمية.