نيويورك تايمز: التعليم الجامعي في أمريكا يواجه حملة مدمرة تؤثر على السياسة والتعليم

تشهد الجامعات الأمريكية أزمة غير مسبوقة تتجاوز حدود التعليم العالي لتصبح جزءًا من معركة أكبر حول الهوية الثقافية والاجتماعية في الولايات المتحدة. استعرضت صحيفة نيويورك تايمز في حوار رقمي مع نخبة من كُتاب الرأي الأسباب الكامنة وراء هذه الأزمة، مشيرة إلى تأثير الحملة التي يقودها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وحلفاؤه على تلك المؤسسات، مما أدى إلى زعزعة ثقة المجتمع فيها ووضعها تحت مجهر أيديولوجي وسياسي.

انعدام الثقة في الجامعات

تُعاني الجامعات الأمريكية من أزمة ثقة عميقة، حيث بات يُنظر إليها على أنها كيانات معزولة وذات نزعة نخبوية، مما أثار استياء قطاعات كبيرة من المجتمع. أشار المشاركون في الحوار إلى استغلال إدارة ترامب لهذه الفجوات لتعزيز خطاب مكافحة النخب، مما جعل الجامعات هدفًا سهلاً للهجمات الأيديولوجية والمالية. ويرى بريت ستيفنز أن التحولات الثقافية داخل الجامعات، بما في ذلك التركيز المبالغ فيه على الهوية والتنوع، ساهمت في تقييد حرية التعبير، الأمر الذي أثار انتقادات المحافظين وجعل التعليم العالي فريسة سهلة للاستغلال السياسي.

الأزمة تتجاوز المؤسسات الأكاديمية

لم تقف الأزمة عند الهجمات السياسية، بل تمددت إلى المشكلات الاقتصادية والثقافية الأوسع، حيث تراجعت قدرة التعليم العالي على تحقيق الحراك الاجتماعي. أشارت ماشا جيسين إلى أن الهجوم على الجامعات هو جزء من حملة أوسع ضد الفكر والعلم، مؤكدة أن الفجوات الثقافية والاجتماعية التي عمقتها الجامعات عبر عقود انعزالية أصبحت تغذي تلك الهجمات. بالمقابل، دافعت تريسي عن بعض المؤسسات التي تفتقر إلى الموارد الكافية، مشيرة إلى أن الخطاب المحافظ غالبًا ما يبالغ في تصوير الأزمات.

الجامعات ونزاعات الهوية الثقافية

تحولت الجامعات إلى ساحة معركة سياسية حول القيم الثقافية والاجتماعية. يُشير اعتقال الطالب الفلسطيني محمود خليل، منظم الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، إلى محاولة قمع الخطابات المناهضة داخل الحرم الجامعي. وخلص النقاش إلى أن توجيه الهجمات نحو الجامعات ليس مجرد خلاف أيديولوجي، بل جزء من أزمة ثقة أعمق تمتد إلى المؤسسات الأمريكية الأوسع. لمواجهة ذلك، تحتاج الجامعات إلى قيادة جريئة وحراك جماعي لإعادة بناء الجسور مع المجتمع، وضمان مكانتها كحاضن للتقدم الفكري والعلمي.