«قفزة جديدة» أسعار الذهب تلامس أعلى مستوياتها مع استمرار ضعف الدولار

ارتفعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ لليوم الثالث على التوالي، حيث سجلت أعلى مستوى لها خلال أسبوع، نتيجة تراجع الدولار وزيادة طلب المستثمرين على الذهب كملاذ آمن، وترافق هذا الارتفاع مع حالة من الضبابية الاقتصادية والجيوسياسية التي دفعت بالمستثمرين لاتخاذ قرارات وقائية. أسعار الذهب أصبحت أكثر جاذبية، خاصة للمستثمرين الذين يمتلكون عملات أخرى بسبب انخفاض قيمة الدولار.

أسعار الذهب تسجل قفزات جديدة

شهدت أسعار الذهب في المعاملات الفورية زيادة بنسبة 0.7%، حيث بلغت 3312.77 دولار للأونصة خلال تعاملات اليوم الأربعاء، وفي السياق ذاته ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 0.9% لتصل إلى 3313.50 دولار، بحسب تقارير وكالة رويترز. هذا الاتجاه الارتفاعي لأسعار الذهب يتزامن مع انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.6%، والذي أضعف تكلفة شراء الذهب بالنسبة للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات غير الدولار.

هبوط الأسهم وتأثيره على أسعار الذهب

شهدت مؤشرات الأسهم الرئيسية في وول ستريت حالة من التراجع نتيجة ارتفاع عائدات السندات الحكومية الأمريكية، بالإضافة إلى توتر الأسواق بشأن النقاشات الدائرة في الكونجرس الأمريكي حول مشروع قانون خفض الضرائب المقترح من قبل الحكومة. هذه التقلبات الاقتصادية دفعت أسعار الذهب إلى الصعود باعتباره وسيلة أمان ضد الأزمات الاقتصادية المحتملة. كما أشار خبراء اقتصاديون إلى استمرار حالة الغموض حول مستقبل الاقتصاد الأمريكي، وهو ما يجعل الذهب أحد الخيارات الاستثمارية المثلى في هذا الوقت.

الأوضاع الجيوسياسية تدعم أسواق الذهب

تقارير عديدة أشارت إلى توترات متزايدة في الشرق الأوسط، حيث أوردت شبكة CNN معلومات استخباراتية تفيد باستعدادات إسرائيلية لشن ضربات تستهدف منشآت نووية إيرانية بالتزامن مع محادثات تقودها الولايات المتحدة مع إيران بشأن برنامجها النووي. مثل هذه التوترات الجيوسياسية تساهم بشكل كبير في تعزيز أسعار الذهب باعتباره من أكثر الملاذات الآمنة شيوعًا في أوقات الأزمات.

معادن أخرى تحقق مكاسب

لم تكن أسعار الذهب هي الوحيدة التي شهدت ارتفاعًا، بل شهدت أيضًا المعادن الأخرى مثل الفضة والبلاتين والبلاديوم تقدمًا ملحوظًا. ارتفعت الفضة بنسبة 0.8% لتصل إلى 33.32 دولار للأونصة، في حين صعد البلاتين بنسبة 1.4% محققاً 1068.16 دولار؛ وهو أعلى سعر له منذ مايو 2024، أما البلاديوم فحقق زيادة بنسبة 0.8% ليبلغ 1021.40 دولار. ويرجع هذا الارتفاع إلى عوامل تتعلق بالعرض والطلب، مثل نقص المعروض وزيادة الطلب على المعادن الثمينة.

العوامل المساهمة في استمرار صعود الذهب

• تراجع الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى، مما حفز المستثمرين على شراء الذهب.
• التوترات الجيوسياسية التي دفعت المستثمرين للبحث عن أصول آمنة.
• انخفاض مؤشرات سوق الأسهم وتذبذب الاقتصادات الكبرى.
• التقارير التي تشير إلى نقص المعروض من معادن مثل البلاتين والبلاديوم.

مقارنات أسعار المعادن

من المتوقع أن تؤدي الظروف الحالية إلى استمرار الدعم الإيجابي لأسعار الذهب في الفترة المقبلة، مما يدفع المستثمرين إلى التركيز على اقتناء الأصول الثابتة ذات الملاذ الآمن مثل الذهب والمعادن النفيسة.