آثار الحرب على الإرهاب في منطقة الساحل: مآسي إنسانية وتحديات مستمرة

تشهد منطقة الساحل الإفريقي مأساة إنسانية مستمرة منذ ما يقرب من 15 عامًا، بسبب الصراعات المرتبطة بالحرب على الإرهاب. أحدث هذه الفصول المؤلمة وقعت في بوركينا فاسو، حيث خلفت المجازر الأخيرة في قريتي “كوكا” و”سولينزو” مشاهد مؤلمة لتصفية المدنيين العزل بطريقة وحشية، مما يكشف عن حجم المأساة التي تعيشها المنطقة. وتتفاقم الأزمات مع استمرار خطاب الكراهية والعنف العرقي.

مآسي الحرب على الإرهاب في الساحل

الحرب على الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي لم تساهم في تحقيق الأمن، بل زادت من تعقيد الأوضاع. المجازر التي نُفذت ضد المدنيين، خاصة من مجتمع الفولاني، تبرز حقيقة الصراع الذي تخطى حدود المواجهة مع الإرهاب ليصبح تطهيرًا عرقيًا تحت غطاء أمني. أكثر المشاهد ألمًا وثقت بالصوت والصورة لضحايا تعرضوا للتعذيب قبل تصفيتهم، مثل الأم الفولانية ورضيعها، في جريمة تعكس مدى وحشية الأطراف المتورطة.

الهجمات التي شهدتها القرى العزلاء في بوركينا فاسو ليست معزولة. فقد تم تسجيل عمليات مشابهة في فبراير ومايو 2024، إذ قتل الجيش أكثر من 200 مزارع بذريعة تعاونهم مع الإرهابيين، ليعود ويستخدم المدنيين كدروع بشرية بمواجهة التنظيمات الإرهابية. التنظيمات بدورها استغلت هشاشة الدولة لتستقطب قيادات من الفولاني، وتجعل المظالم التي يواجهها هذا المجتمع أداة لزيادة أعداد مجنديها.

استهداف مجتمع الفولاني تحت غطاء مكافحة الإرهاب

مجتمع الفولاني، الموزع في غرب إفريقيا والساحل، هو من أبرز المتضررين في هذا الصراع. رغم اتهامه بالتواطؤ مع الجماعات الإرهابية بشكل ظالم، يظهر في تقارير حقوقية وإحصاءات أنه الضحية الأولى سواء لهجمات الجيوش النظامية أو الجماعات الجهادية. تفاقم هذه المأساة مع صمت المجتمع الدولي، وتواطئه الواضح بالصمت تجاه هذه الانتهاكات.

الصمت الدولي ودوره في تفاقم الأزمة

المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية، لم يتخذ خطوات جادة للتحقيق في هذه الجرائم. صمت المؤسسات الدولية يعدّ شكلًا من أشكال التواطؤ غير المباشر، مما يترك الفئات المستضعفة في مواجهة مفتوحة مع الانتهاكات. الأحداث في بوركينا فاسو تجسد فشل الدول في الحفاظ على سيادتها وحماية شعوبها، بينما يستمر الإفلات من العقاب في تأجيج الأزمات الإنسانية.