«تحليل خبير» إعادة تشكيل الحكومة هل يغير موقف الدعم السريع؟

تشهد السودان تغيرات سياسية وعسكرية متسارعة في ظل اشتداد المواجهات بين الجيش وميليشيا الدعم السريع التي تسعى لترسيخ وجودها عبر محاولات لتأمين نفوذ سياسي وعسكري، هذه التطورات تعكس التحديات المتزايدة في إدارة الوضع داخل مناطق استراتيجية مثل كردفان ودارفور، حيث أثرت إعادة تشكيل الحكومة الجديدة على طموحات الدعم السريع، مما أسفر عن اتخاذ إجراءات وأحداث تغييرات فارقة.

تأثير الحكومة الجديدة على الدعم السريع

تزامنت إعادة تشكيل الحكومة السودانية الجديدة مع بروز تحولات واضحة في الطريقة التي تواجه بها ميليشيا الدعم السريع الوضع الراهن، حيث منح رئيس الحكومة كامل إدريس صلاحيات واسعة تمكنه من اتخاذ قرارات فاعلة، واستجابة لذلك حاولت ميليشيا الدعم السريع إنشاء حكومة موازية بقيادة عبدالعزيز آدم الحلو لتظهر نوعا من التوازن السياسي، غير أن هذه الحكومة الوليدة تواجه رفضا داخليا من قواعد الميليشيا نفسها وغياب واضح لدعم القوى المدنية أو الاعتراف الدولي، مما يجعل احتمالية نجاحها منخفضة وفقا لما أشار إليه الخبراء والمحللون.

ردود الفعل السياسية تجاه الدعم السريع

أوضح اللواء أمين إسماعيل مجذوب، الخبير في إدارة الأزمات، أن ميليشيا الدعم السريع أخفقت في تقدير تداعيات التحركات السياسية الأخيرة المتمثلة في تشكيل الحكومة، وهو ما دفعها لاتخاذ خطوات قد تكون غير محسوبة كإعلان حكومة مقابلة، ومع ذلك، شدد مجذوب على أن هذه المحاولة محكوم عليها بالفشل نتيجة غياب الموارد والاعتراف الدولي إلى جانب القاعدة الشعبية المحدودة التي تدعم قادة الميليشيا، وأضاف أن المجتمع المدني قد لعب دورا رئيسيا في الوقوف إلى جانب الدولة السودانية الشرعية.

الدعم السريع بين الضغوط العسكرية والخطط الاستراتيجية

من الجانب العسكري، حققت القوات المسلحة السودانية تقدما كبيرا حيث فرضت سيطرتها على منطقة خوي بكردفان وقامت بمحاصرة مدينة النهود، وأكد مجذوب أن الجيش استطاع التفوق عبر خطط تكتيكية محكمة، مما أدى إلى إضعاف الدعم القبلي الذي تعتمد عليه ميليشيا الدعم السريع، بما أثار حيرة وصدمة لدى عناصر الميليشيا وقياداتها، وأشار إلى أن الضربات النوعية التي توجهها القوات المسلحة أضعفت موقف الدعم السريع في مساعيها للحصول على دعم خارجي أو اعتراف سياسي دولي.

تحركات الدعم السريع والعوائق أمامه

رغم تصاعد التحركات العسكرية والدبلوماسية من قبل ميليشيا الدعم السريع إلا أن هذه الجهود تواجه العديد من العوائق، إذ تسعى الميليشيا إلى تعطيل إجراءات مجلس السيادة بشتى الطرق، وتستغل وسائل الضغط النفسي والتصريحات لكسب مساحة أكبر للتفاوض مستقبلا، كما أن الدعم السريع يسعى لتعزيز التعاون مع جهات دولية داعمة له لتعزيز موقفه التفاوضي، بحسب تحليلات الخبراء، ومع ذلك فإن هذه المحاولات تعيقها القيود الجغرافية وصعوبة التعامل مع الانتفاضات المحلية التي ترفض دعمهم.

النقطة النتائج
إعادة تشكيل الحكومة السودانية نجاح جزئي في تضييق الخناق على الميليشيات
تحركات الدعم السريع إعلان حكومة موازية وفشل في توسيع النفوذ
الوضع العسكري تقدم الجيش واستعادة السيطرة على مناطق هامة