«أحدث تطورات» الذهب يصل إلى أعلى مستوى خلال أسبوعين هل يستمر الارتفاع

قفز سعر الذهب مؤخرًا ليصل إلى 3302 دولارًا للأوقية، وهو ما يمثل زيادة كبيرة تقارب 2% في التداولات الأخيرة، مستفيدًا من ضعف الدولار الأمريكي والمخاطر الجيوسياسية المتزايدة. يتمتع الذهب بسمعة كملاذ آمن دائمًا في أوقات القلق العالمي والتوترات الاقتصادية، وهو ما يفسر التحركات القوية التي شهدناها في السوق خلال الآونة الأخيرة.

ارتفاع سعر الذهب ومخاوف الجيوسياسة

تعد الأوضاع الجيوسياسية عاملاً رئيسيًا في دعم ارتفاع سعر الذهب في الأسابيع الماضية، فقد ازدادت المخاوف عندما ظهرت تقارير تشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يخطط لشن هجمات على مواقع نووية إيرانية، ما أثار القلق بشأن احتمالية تصعيد التوتر في منطقة الشرق الأوسط. إذا حدثت مثل هذه المواجهات فقد تشهد الأسواق ضغطًا أكبر على العملات العالمية، مما سيرفع الإقبال على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا للمستثمرين.

تعززت هذه المخاوف مع إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن احتمالية محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا، ولكنه أشار في الوقت ذاته إلى تراجعه في المفاوضات بشكل غير مباشر، ما أضاف طبقة جديدة من التعقيد لهذه الأزمة المستمرة، مما ساهم كذلك في زيادة طلب المستثمرين على الذهب بقصد الحماية من تقلبات الأسواق.

تأثير ضعف الدولار الأمريكي على سعر الذهب

يشكل ضعف الدولار الأمريكي أحد العوامل المهمة التي ساهمت في ارتفاع سعر الذهب مؤخرًا، فقد أظهرت التوقعات الاقتصادية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي نظرة أكثر حذراً للمستقبل، إلى جانب قيام وكالة موديز بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة بسبب ارتفاع مستويات الدين العام المتزايدة. وقد أدى ذلك إلى تراجع ثقة المستثمرين في السوق الأمريكية وزيادة الإقبال على الاستثمار في المعادن الثمينة مثل الذهب.

هذا التراجع في قوة الدولار جعل شراؤه للذهب أسهل وأرخص باللغات الأخرى، مما عزز الطلب عليه دوليًا، حيث ينظر المستثمرون إلى الذهب كملاذ خالٍ من المخاطر في ظل ظروف اقتصادية متذبذبة.

التوقعات المستقبلية لسعر الذهب

مع استمرار الضغوط الدولية والتوترات الاقتصادية والسياسية، من المرجح أن يواصل الذهب جاذبيته في الأسواق المالية كوسيلة للحفاظ على القيمة والاستثمار الآمن. وقد تتزايد هذه التوجهات بشكل أقوى إذا استمر عدم اليقين بشأن سياسات التعريفات الجمركية الأمريكية أو إذا تأخرت الإصلاحات الضريبية الموعودة.

بالنظر إلى المؤشرات الحالية، فإنه من المحتمل أن يبقى سعر الذهب معتمداً بدرجة كبيرة على الأوضاع الجيوسياسية وضعف الدولار في المستقبل القريب، ما يعني أن المستثمرين يجب أن يظلّوا على دراية بأي تطورات قد تؤدي إلى تغييرات سريعة في السوق.