«قفزة كبيرة» أسعار الذهب تصعد لأعلى مستوياتها خلال أسبوع مع تراجع الدولار

ارتفعت أسعار الذهب اليوم إلى أعلى مستوياتها في أسبوع، حيث تأثرت الأسواق العالمية بتراجع الدولار الأمريكي وسعي المستثمرين إلى الملاذات الآمنة في ظل حالة من عدم الاستقرار المالي التي تعصف بالأسواق الأمريكية، وتمثل أسعار الذهب ملاذًا آمنًا شهيرًا يحظى بإقبال واسع عند الأزمات أو التقلبات المالية، وقد سجل الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في ظل الظروف الراهنة.

أسعار الذهب ترتفع مع تراجع الدولار

شهدت أسعار الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعاً بنسبة 0.4% لتصل إلى 3304.24 دولار للأونصة، كما زادت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.6% مسجلة 3305.30 دولار للأونصة، هذا الارتفاع جاء مدعوماً بانخفاض قيمة الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى له منذ 8 مايو أيار، حيث يؤثر ضعف الدولار سلباً على تكلفة السلع المسعرة به، مثل الذهب، مما يجعلها أقل تكلفة لحاملي العملات الأخرى، وهذا ما أسهم في زيادة الإقبال على الذهب وارتفاع سعره عالمياً.

عوامل تدعم ارتفاع أسعار الذهب

عدة عوامل ساهمت بشكل كبير في ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية، من أبرزها الضبابية السياسية والاقتصادية التي تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية، مع استمرار النقاش حول مشروع قانون الضرائب الجديد الذي أطلقه الرئيس الأميركي، بالإضافة إلى تراجع مؤشر الدولار بشكل عام بفعل تقييمات سلبية من وكالات تصنيف ائتمانية، كما يبحث المستثمرون عن خيارات أقل مخاطرة مثل الذهب في الأوقات التي تشهد ارتفاعاً في المخاوف المالية وتقلبات السوق.

خبير اقتصادي يتحدث عن تأثيرات الدولار على الذهب

يرى إدوارد مائير، المحلل الاقتصادي المعروف في شركة “ماريكس”، أن الدولار الأميركي فقد قوته خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية بشكل حاد نتيجة الضغوط المرتبطة بملف الضرائب وتصنيف موديز الائتماني، وأضاف أن هذا الضعف أدى إلى تعزيز الطلب على الذهب بقوة، حيث يعتبر الحل الأمثل للحفاظ على القيمة المالية في ظل تقلبات الاقتصاد والسياسات المالية الغامضة.

الذهب في مواجهة تقلبات الأسواق

أشار تيم ووترر، أحد كبار المحللين في مجال الأسواق المالية بشركة “KCM”، إلى أن الذهب قد يشهد مستويات أعلى من الارتفاع على المدى المستقبلي المتوسط والطويل، ذلك ما لم تحدث مفاجآت إيجابية بشأن الاتفاقات التجارية التي قد تخفف من التوترات الاقتصادية، ومع بقاء حالة الترقب للأسواق وغياب علامات الاستقرار الواضحة، يبدو الذهب منافساً قوياً لتحقيق مزيد من المكاسب، مع توقعات بأن يصل إلى مستويات قياسية في المستقبل القريب.

حركة أسعار المعادن النفيسة الأخرى

الأسواق لم تقتصر تحركاتها فقط على الذهب، فقد سجلت الفضة انخفاضاً طفيفاً بنسبة 0.2% لتبلغ 32.99 دولار للأونصة، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.3% ليصل إلى 1050.25 دولار، أما البلاديوم، فقد صعد بنسبة 0.5% محققاً 1017.93 دولار للأونصة وهو أعلى مستوى له منذ فبراير شباط، تعكس هذه البيانات مدى التنوع في أداء المعادن النفيسة التي يتابعها المستثمرون بقلق وترقب متواصل.

الأثر المتوقع لمشروع قانون الضرائب

مع استمرار المناقشات داخل الكونغرس الأميركي حول مشروع قانون الضرائب المقترح من الرئيس الأميركي، حيث يمثل المشروع تحدياً للاقتصاد وتأثيراً كبيراً على قيمة العملة، إلا أن حالة الانقسام بين الجمهوريين قد تعيق تمرير هذا القانون بسهولة، وهو ما يلقي بظلاله على الأوساط الاقتصادية ويزيد الإقبال على الملاذات الآمنة مثل الذهب بكثافة، يعكس هذا الوضع درجة التشابك التي قد تحول دون تنفيذ إصلاحات مؤثرة في الاقتصاد الأميركي.